المنتدى المصري الحر

مرحبا بك زائرنا الكريم في منتداك مستفيدا ومفيدا الرجاء التسجيل أو الدخول
يـــــــــــــارب احفظ مـــــــــصر



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

المنتدى المصري الحر

مرحبا بك زائرنا الكريم في منتداك مستفيدا ومفيدا الرجاء التسجيل أو الدخول
يـــــــــــــارب احفظ مـــــــــصر

المنتدى المصري الحر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

هل نبني السلطة أم الدولة ؟!

اذهب الى الأسفل

هل نبني السلطة أم الدولة ؟! Empty هل نبني السلطة أم الدولة ؟!

مُساهمة من طرف بلبل حيران الإثنين 07 أكتوبر 2013, 9:21 pm

من أصحاب الفضل في انتصار أكتوبر 73 ؟ سنذكر أولا القادة العسكريين وعلى رأسهم رئيس الأركان الفريق سعد الدين الشاذلى الذى كانت عبقريته العسكرية سببا في النصر حتى غضب السادات عليه فأقاله واستأنف مبارك اضطهاده وحاول محو اسمه ودوره من تاريخ الحرب .

مع تقديرنا الكامل للقادة فان صناع النصر الحقيقيين هم الجنود أولاد الفقراء الذين جاءوا من قرى مصر ونجوعها ليؤدوا الخدمة العسكرية بعد هزيمة 67 فامتدت فترة تجنيدهم لأكثر من ست سنوات وظلت حياتهم مؤجلة حتى خاضوا الحرب فاستشهد وأصيب منهم كثيرون وخرج الباقون ليبدأوا حياتهم فوجدوا مصر مختلفة تماما عن تلك التى عرفوها قبل التجنيد .

جاء الانفتاح الاقتصادي وتضاعفت الاسعار وانتشر الفساد وتكونت طبقة من الاثرياء كونوا ثرواتهم غالبا عن طريق الوكالة والسمسرة وانتهى المشروع القومي للمصريين فتحولوا من أمة متوحدة ذهنيا ونفسيا الى مجموعة من السكان لا يجمعهم سوى التجاور في المكان بينما يسعى كل منهم الى مشروعه الخاص.

تعلم المصري أن يهتم بشئون أسرته فقط ووطد نفسه على ان رأيه بلا قيمة لأن السلطة ستنفذ دائما ما تريده بغض النظر عن موافقته او اعتراضه.

صار المصري يقاتل بضراوة حتى ينفق على تعليم أولاده الذين ما أن يتخرجوا في الجامعة حتى ينضموا الى الطوابير الطويلة امام سفارات الخليج بحثا عن عقد عمل بعد أن أعلنت الدولة بوضوح أنها ليست ملزمة بتعيين الخريجين .

تحت حكم مبارك تحولت الدولة من كائن معنوى وظيفته توفير احتياجات الموطنين الى سلطة مستبدة تستأثر بالحكم بواسطة القمع وتزوير الانتخابات وقد أدارت ظهرها لملايين الفقراء وتركتهم يواجهون مصيرهم وحدهم . لا علاج ولا تعليم ولاعمل ولا مسكن لائق .

اذا أردت أن تشاهد مثالا لجرائم مبارك ما عليك الا أن تقود سيارتك وتذهب الى المقابر لتجد أسرا كاملة تعيش وتربي أولادها فوق الاموات . ملايين المصريين يعيشون في المقابر منذ عقود .

اذهب الى أسفل الكبارى ستجد أطفال الشوارع الذين يقدر عددهم في مصر مابين اثنين الى ثلاثة مليون طفل . بعد ثلاثين عاما من حكم مبارك تحولت مصر الى بلدين منفصلين متناقضين في كل شيء لكنهما يحملان نفس الاسم ،

مصر المحظوظة في الزمالك والمهندسين والتجمع والساحل الشمالي حيث يعيش الاغنياء في قصور ويركبون أفخر السيارات ويقتني كثيرون منهم الطائرات الخاصة ، هؤلاء لا يحتاجون الى الدولة الا في البيزنس فهم يعالجون في الخارج اذا مرضوا ويلحقون أبنائهم بمدارس وجامعات خاصة أجنبية مصاريفها باهظة .

أما مصر الأخرى المنسية الغارقة في الظلام فيعيش فيها أكثر من نصف الشعب ، ملايين الفقراء متروكون في العراء تتعامل معهم السلطة وكأنهم طائفة المنبوذين : لا تقدم لهم وظائف ولا علاجا ولا تعليما حقيقيا ،

حياة هؤلاء أو موتهم لا يعنى السلطة في شيئ ، هؤلاء يصيبهم الفشل الكلوي والسرطان من تلوث الماء والطعام واذا ذهبوا للعلاج في المستشفيات العامة سيموتون من الاهمال أما المستشفيات الخاصة فلن تقبل علاجهم أبدا مهما كانت حالتهم خطيرة قبل أن يودعوا آلاف الجنيهات في خزينة المستشفى.

هؤلاء تحترق بهم دائما قطارات الدرجة الثالثة وتغرق بهم العبارات ومراكب الموت أثناء محاولاتهم المستميتة للفرار من الوطن بينما السلطة تتفرج عليهم وتعتبر قتل الآلاف منهم مجرد أحداث مؤسفة.

كان شعار نظام مبارك " من لايملك لا يجب أن يحتاج " ..الفقراء في نظر نظام مبارك ليسوا سوى مجموعة من الكسالى الفاشلين المسئولين عن فقرهم وهم لايجدون عملا لأنهم ببساطة لايصلحون للعمل وبالتالي فهم عالة على البلد ولا يأتون الا بالمشاكل والجرائم.

عندما هاجر المصريون الفقراء الى العراق بحثا عن الرزق ثم قامت الحرب بين العراق وايران واضطر المصريون الى الانخراط في الجيش العراقي ليخوضوا حربا لا ناقة لهم فيها ولاجمل ثم ماتوا أثناء الحرب وعادوا الى أرض الوطن في مئات النعوش ،

عندئذ توالت الاعتراضات في وسائل الاعلام على قتل المصريين بهذه الطريقة فما كان من حسني مبارك الا ان دافع عن صدام حسين وسخر من المصريين الذين ماتوا في العراق قائلا :

" ــ الرئيس صدام بيدعو للتضامن العربي لازم نساعده وبعدين احنا عارفين ان اللى ماتوا في العراق معظمهم ضاربهم السلك ( بمعنى انهم معدمون وخارجون على القانون ) !!

في عام 2006 غرقت عبارة السلام ( بسبب الفساد ) ومات فيها أكثر من ألف مصري فاعتدى جنود الأمن المركزى على أهالى الضحايا وذهب مبارك في ذلك اليوم ليحضر تمرين المنتخب القومي لكرة القدم ليطمئن على مستوى اللاعبين قبل بطولة أفريقيا.

ان تجاهل نظام مبارك للفقراء لم يكن نابعا عن اهمال وفساد فقط وانما شكل فلسفة اجتماعية تقوم على احتقار الفقراء لانهم فشلوا في الثراء وبالتالي عليهم ان يجدوا حلولا لمشاكلهم بعيدا عن الدولة .

في الدنيا كلها وظيفة الدولة أن توفر لمواطنيها حياة كريمة الا في مصر فان الدولة لاتجد من واجبها ان توفر شيئا للفقراء ماعدا عصا القمع اذا تمردوا او مشروعات خيرية تحيل الفقير الى متسول يظهر في التليفزيون ليبكى فرحا وهو يشكر من تبرع بمصروفات علاجه.

الدولة في نظام مبارك تحولت الى مجرد سلطة والفرق هنا كبير .

الدولة كائن معنوي مسئول عن رعاية المواطنين والسلطة تستأثر بالحكم وتستمر وفقا لقدرتها على قمع المواطنين وبالتالي لا تهتم كثيرا بآرائهم أو مصالحهم . بعد ثلاثين عاما من حكم مبارك أصبح حلم معظم الشباب أن يهربوا من وطنهم بأى طريقة ،

اما أن يحظوا بعقد عمل في الخليج وغالبا ما يتحملون هناك كل انواع الظلم والاهانات حتى ينفقوا على أسرهم واما أن يحاولوا الهجرة بطريقة غير شرعية الى اوروبا وكثيرا ما تغرق بهم مراكب الموت .

من سنوات أجرى التليفزيون المصري لقاءا مع أحد الناجين من مراكب الموت فاذا به يؤكد انه سيحاول الهرب مرة أخرى بنفس الطريقة في أقرب فرصة .

وعندما حذرته المذيعة من الموت ابتسم بمرارة وقال : ــ هو أنا يعنى عايش في مصر ؟!. أنا ميت !

كانت هذه حال الفقراء حتى قامت الثورة ونزل ملايين المصريين ليطالبوا باسقاط نظام مبارك ورفعوا شعارات الخبز والحرية والعدالة الاجتماعية .

حافظ المجلس العسكري على نظام مبارك ثم انتقلت السلطة للاخوان فتبين للمصريين أنهم لا يختلفون عن نظام مبارك في فساده واستبداد بالاضافة الى تجارتهم بالدين .

نزل ملايين المصريين يوم 30 يونية في موجة ثورية عظيمة لانهاء حكم الاخوان وانحاز الجيش للشعب وتم اعلان خارطة الطريق وتشكيل لجنة لتعديل دستور الاخوان .

عندئذ حانت فرصة حقيقية لبناء دولة حديثة توفر فرص العمل والحياة الكريمة والمسكن اللائق والعلاج المجاني لكل المواطنين بلا تمييز .

في الدول الديمقراطية تتحقق العدالة الاجتماعية بوسيلتين: الربط بين الحد الأدني والأقصى للاجور بين موظفي الدولة ، الفكرة هنا أن هذه الاجور تقتطعها الدولة من أموال الشعب ( دافع الضرائب ) وبالتالي لا يجوز أن تعكس تفاوتا ظالما بين الموظفين.

لايجوز مثلا أن يتم تعيين الطبيب أو المهندس بمرتب خمسمائة جنيه شهريا بينما المحظوظون من كبار الموظفين يحصلون على مليون او مليوني جنيه كل شهر من خزانة الدولة .

الوسيلة الثانية لتحقيق العدالة الاجتماعية هي الضرائب التصاعدية. بمعنى أن تتصاعد الضرائب مع تزايد أرباح الأفراد والشركات حتى توفر للدولة موارد كافية تؤمن بها حياة كريمة للفقراء.

هذا النظام للعدالة الاجتماعية معمول به في معظم الدول الديمقراطية وهو الذى يسعى الدكتور محمد غنيم ( بصفته عضوا في لجنة الخمسين ) الى اقراره في الدستور الجديد .

الدكتور غنيم واحد من أهم جراحي الكلى في العالم وقد أنشأ مركز الكلي الشهير في المنصورة الذى عالج آلاف الفقراء بالمجان .

قام الدكتور غنيم بدور وطني عظيم في الثورة المصرية وقد تقدم الى لجنة الدستور بمقترحات تتلخص في ربط الحد الادني بالحد الأقصى لأجور العاملين في الدولة واقرار نظام الضرائب التصاعدية على الأثرياء حتى توفر الدولة حياة آدمية للفقراء .

ثارت ضجة كبرى وبدأت حملة منظمة للهجوم على مقترحات الدكتور غنيم ، الحملة يقف وارءها مجموعة من أصحاب الملايين الذين يمتلكون وسائل اعلام ومصانع وشركات وهم لايريدون بالطبع أن يدفعوا ضرائب تصاعدية على ثرواتهم الضخمة .

لامانع عند هؤلاء من أن يتصدقوا على الفقراء بين وحين وآخر أما تنتزع الدولة حق الفقراء في ثرواتهم فذلك ما يرفضونه بشدة .

بعض هؤلاء المعترضين اتهم الدكتور غنيم بالترويج للأفكار الشيوعية وهذا الاتهام ينم عن جهل مؤسف فالنظام الشيوعي ليس فيه ضرائب تصاعدية لان الدولة تلغى الملكية الخاصة من الاساس فتعطى المواطنين وفقا لحاجتهم وتطالبهم بالعمل وفقا لقدراتهم .

ربط الحد الادني بالأقصى للاجور والضرائب التصاعدية سياستان مطبقتان في معظم الدول الديمقراطية.

بينما تصل الضرائب في مصر الى 20 % كحد أقصى ويستطيع المحاسب الماهر دائما أن يقدم للضرائب ما يثبت أن عميله الثري قد حقق خسارة أو مكسبا ضئيلا .

نجد أن الضرائب في معظم بلاد العالم تتصاعد مع تزايد الأرباح حتى تصل على الأفراد الى 57 % في السويد و50 % في اليابان و45 % في بريطانيا و55 % في بلجيكا و52 % في أسبانيا . و51 % في الدانمارك و50 % في النمسا و45 % في المانيا..

هذه مجرد أمثلة من دول مختلفة ليس بينها دولة شيوعية واحدة بل ان معظمها يعتمد مبدأ حرية السوق.

ان مصر الآن في مفترق طرق اما أن تستمر الدولة في تجاهل وظائفها الاساسية فتظل مجرد سلطة حكم وتترك مواطنيها غارقين في الجهل والفقر والمرض.

واما أن تؤدي الدولة واجبها فتفرض ضرائب تصاعدية على ثروات الاغنياء الضخمة لتوفر بها حياة كريمة للفقراء .

من حق أى مصري أن يعامل باعتباره انسانا : أن يعيش في مسكن لائق وأن يجد مدرسة لأولاده يتعلمون فيها بالمجان تعليما جيدا فلا يتكدسون في الفصول ولا يحتاجون الى دروس خصوصية .

واجب الدولة أن ترعي صحة المواطنين وتعالجهم بغض النظر عن قدراتهم المادية .

لابد أن ينص الدستور الجديد على نظام للضرائب التصاعدية وربط الحد الأدنى بالحد الأقصى للأجور حتى تتوفر للدولة الموارد اللازمة لتحقيق الحياة الكريمة لملايين الفقراء ..

الثورة مستمرة حتى تحقق أهدافها ومن أهمها العدالة الاجتماعية ..

الديمقراطية هي الحل
بلبل حيران
بلبل حيران
مشرف مميز
مشرف مميز

الجنس : ذكر عدد المساهمات : 3273
تاريخ التسجيل : 05/09/2011
المزاج المزاج : عال والحمد لله

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى