استيقظت من نومي فجراً على مجموعة من الرسائل على الخاص ، كلها تناولت أخباراً عن أن قيادات تعليمية ، حرقت كتباً إسلامية في فناء إحدى المدارس !!!! ، وطالبوني بالتعليق على هذه الواقعة التي تمت تحت مبررات أن هذه الكتب تدعو للإرهاب أو تدعو لفكر متطرف !!!! ، المصيبة الأكبر أن هذه القيادات حملت علم مصر أثناء حرق هذه الكتب ، ولا أرى سبباً لحرق الكتب بهذه الطريقة ، حتى لو كانت هذه الكتب تدعو للتكفير أو الإرهاب ، أو أنها تدعو للفكر الشيوعي أو حتى لو كانت من تأليف شيمون بيريز !!!! ، فكان يجب على هذه القيادات قبل حرق هذه الكتب ، يشكلون لجنة لحصر هذه الكتب ، وإرسالها للأزهر لإبداء رأيه فيها ، وكيف دخلت هذه الكتب هذه المدرسة ؟ !!! ، ومن وراء دخولها المدرسة ؟ !!! ، وهل هذه الكتب حصلت على موافقة للنشر أم لا ؟ !!! ، وهل هذه الكتب في هذه المدرسة فقط ؟ !! أم في مدارس أخرى ؟ !!! ، ولكن كل هذا الكلام بعد الوقوف على رأي الأزهر ، ولجان التحقيق ، وإخطار الوزارة بنتائج ذلك ، وأن يخرج أحد قيادات التعليم ، أو يخرج وزير التعليم بتوضيح للرأي العام وتبصيرهم بحقيقة الأمر ، أما ما حدث من حرق الكتب بهذه التمثيلية الهزلية ، فقد أحدث حالة من الاحتقان عند الكثيرين من الشعب المصري ، والإعلام تناولها بطريقته ، ورواد الفيس بوك تناولوها كل بطريقته ، والمغرضين نفس الأمر ، كل ذلك تسبب فيه هذا التصرف غير المسئول من القيادات التعليمية !!!! ، ولا أعلم سبباً حتى الآن في إمساك القيادات التعليمية بعلم مصر أثناء الحرق ؟ !!! ، فهل هذه الكتب كانت تدعو لاحتلال مصر ؟ !!! ، ولكن الحقيقة هذه القيادات أرادت أن ترسل رسائل للأمن ، وترسل رسائل للعامة وللقيادات بأنهم وطنيون !!!! ، لكن أحب أطمن هؤلاء بأن رسائلهم جاءت بأثر عكسي ، فقد حدثت حالة من الاحتقان والاستفزاز لدى جميع أطياف الشعب بهذه الصور وهذه التصرفات ، فإذا كان الهدف من هذه الصور ومعها علم مصر ، الهدف منها الإعلان عن أن هذه الكتب الإسلامية تخص الإخوان أو تخص الجماعات الإسلامية ، فهذا الكلام كلام عبثي ، لأن الإسلام والقرآن والسنة لا تخص فئة معينة في المجتمع المصري ، أو يخص دولة بعينها في العالم ، ولكن الإسلام دين عالمي ، فماذا لو كانت هذه الكتب تخص اليهود ، أو تخص البوذيين ؟ !!!! هل كان العالم سيصمت أمام حرق الكتب بهذه الطريقة ؟ !!!! ، وهل حرق الكتب بهذه الطريقة عالج مشاكل تربوية عند هؤلاء الطلاب وغيّر مفاهيمهم ؟ !!! بل بالعكس الحرق للكتب بهذه الطريقة أمام الطلاب ، سيزيدهم إصراراً وعناداً ، وسيشترون هذه الكتب ويقرأونها في بيوتهم !!!!! ، ياسادة : أين المعالجة التربوية والنفسية والفكرية لهؤلاء الطلاب ؟ !!!! ومعنى أن هذه القيادات لجأت للحرق وبهذه الطريقة معناه أنها أفلست في معالجة الموقف تربوياً ، وترسخ في فكر الطلاب أن مايقرأونه هو الصحيح !!! ، على هذه القيادات التعليمية التي حرقت الكتب أن تخرج وتعلن لنا ما الهدف من هذه التمثيلية التي أشعلت فتنة ، نحن في غنى عنها في هذا التوقيت ، وهل هناك لجان تم تشكيلها بالفعل بسبب هذه الكتب ؟ !!! ، وهل تم عرض هذه الكتب على مجمع البحوث الإسلامية ؟ !!!! وهل هذه القيادات منوطة بالحرق أو إعدام الكتب ؟ !!!! ، وهل فناء المدرسة مكان مخصص لحرق الكتب ؟ !!!! وأين لجان الوزارة والمديرية والإدارة التعليمية من هذه الكتب ؟ !!! يجب على وزير التربية والتعليم التحقيق الفوري في هذه الواقعة ومحاسبة كل مخطيء ، لأن هذه الواقعة ستفتح باباً واسعاً للفتنة ، وأبواباً للفوضى ، وفي الآخر كل مسئول سيخطيء سيرفع لنا علم مصر مدعياً الوطنية ليحصل على الحصانة !!!!!!
دكتور محمد زهران - مؤسس تيار استقلال المعلمين .....

01221310705

وزير التربية والتعليم يحيل المسؤولين عن واقعة حرق الكتب للتحقيق  

قرر الدكتور محب الرافعي، وزير التربية والتعليم بحكومة إبراهيم محلب، إحالة الدكتورة بثية كشك، مدير مديرية التربية والتعليم بالجيزة، للتحقيق، على إثر واقعة حرق الكتب بفناء مدرسة بالجيزة.

ووفق بيان صدر منذ قليل للوزارة، قرر الوزير إحالة الدكتورة بثينة كشك مدير مديرية التربية والتعليم بالجيزة، ومعها مدير عام إدارة الهرم التعليمية، وجميع المسؤولين الذين شاركوا في الواقعة داخل فناء المدرسة إلى التحقيق، مؤكدا أن محاربة الفكر المتطرف لن تكون أبدا بحرق الكتب، وإنما بأسلوب تربوي يستهدف تربية النشء على نبذ العنف والتطرف والإرهاب، على حد قوله.

وأعرب عن رفضه التام لواقعة حرق الكتب بمدرسة فضل الحديثة الخاصة بالجيزة، والتي قامت بها مدير مديرية التربية والتعليم بالجيزة داخل فناء المدرسة.