عندما تسود الفاشية فى إدارة الجامعات
صفحة 1 من اصل 1
عندما تسود الفاشية فى إدارة الجامعات
[rtl]بقلم: محمد يوسف عدس[/rtl]
[rtl]فى يونية ٢٠١٠م نشرت لى مجلة وجهات نظر عرضًا تحليليًّا لرواية ألّفها أديب أسترالي مصري الأصل هو الدكتور فتحى فارس ، بعنوان " العالم الذى خلّفه وراءه".. اعتبرتُها من أصدق وأجمل ما كُتب عن مصر باللغة الإنجليزية .. انعكس فيها الواقع المصري خلال فترة من أخطر فترات التحوّل الوطني ( فى نهاية العهد الملكي وبدايات ما سُمّي بثورة ١٩٥٢م) .. هذه الفترة شهدت انتفاضة شعبية عارمة: ضد النظام الملكي وضد الاحتلال البريطاني فى آن واحد ..
كنت فى ذلك الوقت طالبا ومشاركا فى المظاهرات، وأستطيع أن أقول: إن ثورة الطلاب لم تكن أقل إصرارًا مما نشاهده اليوم فى المدارس والجامعات .. وكانت محاولات الشرطة فى مواجهتها بالعنف والاعتقالات على أشدها .. ولست أنسى أننا فى عام ١٩٥١ لم نحضر الدراسة يوما كاملا فى مدرسة المنصورة الثانوية سوى خلال بضعة أسابيع فى السنة كلها ..
وقد استمر طارق [أحد زعماء الطلاب فى الرواية] يؤدى دوره القيادي هذا بحماس أشد.. ونضجٍ أكثر.. بعد أن انتقل إلى الجامعة.. "
"وما يصفه المؤلف من حراك سياسي وحرية فى التعبير عن الرأي، والتظاهرات الحاشدة فى تلك الفترة، يصور مجتمعا مصريا يقظا حيًّا ، ممتلئًا بالحماس والثقة بالنفس .. على عكس الصورة البائسة التى تحوّل إليها المجتمع المصري فى أيامنا هذه ..
"كانت الظروف الموضوعية أيضا لها تأثيرها الحاسم أيضا؛ فقد لا حظتُ فى ثنايا الرواية أن تدخل الشرطة فى ذلك الوقت لِفَضّ المظاهرات كان محكوما بقوانين تمنع الإفراط فى استخدام العنف.. وتضع خطوطا حمراء أمام قوات الأمن لا ينبغى عليهم تجاوزها..! فقد ألمح المؤلف وهو فى سياق وصفه لمظاهرة قادها طارق فى الجامعة، أن أفراد الشرطة كانوا يراقبون المظاهرات من خلف أسوار الجامعة ولا يجرؤون على دخولها .. لأن القانون فى ذلك الوقت كان يمنعهم من الدخول إلى الحرم الجامعي.. "
"إن فتحى فارس لم يشهد الأوضاع التى تردّت إليها الجامعة اليوم، فلم ينتهك رجال الأمن بأقدامهم الحرم الجامعى فحسب، بل أصبح تدخلهم، يشمل تعيين العمداء ورؤساء الجامعات، وإلقاء القبض على الأساتذة الناشطين فى الاتحادات الأكاديمية، والتدخل فى النشاطات الطلابية، وفى السكن الجامعى، و انتخابات الاتحادات الطلابية.. وأصبحت الحرية الأكاديمية مجرد أسطورة قديمة تُحكى فى القصص ."
كان هذا وصفًا لما حدث من تطوّر فى الجامعات تحت نظام الدكتاتور مبارك .. كما سجّلته فى مقالتى المشار إليها .. ولم يخطر ببالى أبدًا فى ذلك الوقت؛ أن تتدهور أوضاع المدارس والجامعات تحت سلطة الانقلاب العسكري إلى ما هو أسوء من عهد مبارك وعهد الاحتلال البريطاني .. ولو أننى أعدت كتابة هذا المقال اليوم لأضفت إليه ثلاثة عناصر جديدة تُصوّر مدى ما انحدرت إليه مصر فى عهد الانقلاب العسكري:
١- استخدام بلطجية فى حماية الشرطة تحت إسم "الأهالى الشرفاء" للاعتداء على المتظاهرين بالرصاص والشماريخ والأسلحة البيضاء.
٢- اقتحام الشرطة والجيش بالمدرعات للحرم الجامعي واستخدام غاز الأعصاب والخرطوش والرصاص الحي .. ودهس الطلاب فى داخل الجامعة والقبض عليهم، وهو ما لم يحدث فى مصر عبر تاريخها الطويل..
٣- إنتهاك حرمات الطالبات واعتقالهن من داخل الجامعة والكلّيات وحتى من المدارس والحكم عليهن بالسجن بحجة التظاهر .. أو مجرد حمل شارة رابعة..
ليس هذا بمسغرب من أي منظومة حكم عسكرية تقوم على القهر والبطش والتنكيل ولا يمكن أن يُتوقَّع منها أن تُعنى بالحرية والديمقراطية.. ولا أن تعالج مشكلات الناس بالحوار ؛ لأن الحوار يعنى اختلاف الآراء ووجهات النظر.. ويعنى الاحتكام إلى المنطق ومبادئ موضوعية متفق عليها .. بالنسبة للمصلحة الوطنية العليا.. خارج إطار الرغبات والأهواء الشخصية والمصالح الفردية أوالفئوية.. وكل هذا لا وجود له ولا اعتبار فى نظر المنظومة العسكرية الفاشية ..
الأخطر من ذلك أن هذه المنظومة قد استطاعت أن تختار للقيادات الجامعية عينات من البشر من نفس طينتها الفاشية ، لمساعدتها فى كتم الأنفاس وقهر الطلاب والقضاء على كل معارضة سلمية فى الجامعات ؛ فلا تستطيع الآن أن تفرق بين مدير جامعة ومدير سجن أو رئيس قسم شرطة فى أحط بلاد العالم المتخلف .. و إليك بعض نماذج مستفزة:
[اللواء] الدكتور رئيس جامعة القاهرة فى فديو يتحدث فيه إلى برنامج "الحياة الآن" يتكلّم بحماس عن الأحداث الخطيرة التى جرت فى الجامعة .. وتأمّل جيدًا فى اهتماماته التافهة : لقد تخلّى الرجل عن مهمته الأكاديمية التربوية وعن الحوار للتعرف على مشكلات الطلاب والعمل على حلها .. وانصرف بكلّيته للحديث عن النجاح المزعوم للمنظومة الأمنية الجديدة (حرس الجامعة مع "فالكون" فى منع ثلاثين طالبا من دخول الجامعة ، يزعم أنهم من الإخوان المسلمين المشاغبين .. بدليل أنهم كانوا يحملون معهم طبلة ..!! ولكنهم التفوا حول الجامعة وتمكنوا من الدخول بالتسلّق على سور الجامعة .. ويعترف للمذيع قائلا:
"لم نتمكن من القبض على هؤلاء الطلاب، وتسليمهم للشرطة؛ بسبب المساحة الشاسعة للجامعة، لكننا تمكنًّا من مصادرة "الطبلة" التي كانت بحوزتهم"..
لاحظ أن أكبر اهتمامات الرجل البائس تنحصر فى إجراءات الأمن والبحث عن الطلاب المشتبه في معارضتهم للانقلاب العسكري.. وتسليمهم للشرطة لتأديبهم .. ولاحظ أيضا أن أهم انجازاته الوطنية التى يفخر بها هي مصادرة طبلة..!
كان اللواء الدكتور رئيس جامعة المنصورة أكثر صراحة وفجاجة وسوقية ؛ فهو يهدد الطلبة المتظاهرين فى الجامعة، بالعقاب الشديد حتى لو كانت تظاهراتهم سلمية .. إستمع إلى هذا الأكاديمى والمربّى الذى يُفترضُ فيه أن يكون قدوة للقيم والأخلاق.. يقول للطلبة بالنص : "أقسم بالله العظيم مانا سايبكم، وأي تجمّع فى الجامعة هيضِّرب.. معدْش فيها هزار .. وسلميّتكم دي بقى تعملوها عند أمّكم".!!
لم يكتف الرجل بأن يتقبل الخضوع المهين الذى حوَّله إلى مسخ منزوع الكرامة ؛ وإنما تفوٌق على بلطجية العشوائيات بلغته الساقطة ..
وهذا لواء آخرهو الدكتور رئيس جامعة الأزهر، يفخر بأن التجمعات الطلابية بفرع البنات تم التصدي لها فور ظهورها ولم يحدث مايعكر صفو العملية التعليمية.. وأكَّد أن أي محاولات لإثارة الطلاب داخل الحرم الجامعي سيتم التصدي لها بكل حزم ولن نتهاون فى سبيل انتظام الدراسة.
وكان المئات من طالبات جامعة الأزهر قد قمن بمسيرة حاشدة، جابت أرجاء الحرم الجامعي، للمطالبة بالإفراج عن زميلاتهن المعتقلات ، وعودة الطلاب المفصولين من قِبَلِ إدارة الجامعة العام الماضي..
لم يتحمل رئيس جامعة الأزهر مجرد نشر أخبار وحقائق عن الجامعة حيث أعلن الحرب على الصحافة وحرية التعبير، وهدد مندوبى بعض الصحف بمنعهم من دخول الجامعة .. واشترط علي الصحفيين أن يكتبوا ما يمليه عليهم فقط ، وأن يراجع كل ما يكتبونه قبل النشر .. وأن يعترف الصحفي أمامه بتفاصيل لقاءاته مع الأساتذة والطلبة وتحركاته فى الجامعة.. ويتمادى رئيس الجامعة فى تهديداته القمعية ، حيث لا يخجل من التلويح بتهمة الانتماء لجماعة الإخوان "الإرهابية" ضد كل صحفى يخالف تعليماته ..!!
وفى جامعة الأزهر تحفة فاشية أخرى هو [العقيد] الدكتور (ح.ع.) الذى اعترف فى برنامج متلفز بأنه قام بزرع طلاب (جواسيس) ؛ ليمدُّوه بالمعلومات عن زملائهم فى الجامعة.
فلما اعترض المذيع قائلا: "دا حرام يا دكتور، مش من حقك تشغَّل جواسيس على الطلاب، أنت لستَ الأمن". فرد عليه بكلاشيه يحفظه للتمويه على الجُهال تبريرا لمسلك لاديني ولا أخلاقي .. قال: "إن درء المخاطر مقدم على جلب المصالح .. والضرورات تبيح المحظورات".
ولم يشرح لنا الفقيه العقيد (ح.ع.) ما هى المخاطر التى يمكن أن يجلبها الطلاب إلى الجامعة، وما هى الضرورات التى تدفعه إلى أن يتجسس على الطلاب والطالبات، و ينتهك الحريات، ويكشف العورات..!!
بعد هذا كله هل من عجب أن تنحط الجامعات المصرية بشهادة المؤسسات الدولية التى صنفتها فى قاع الجامعات بأكثر دول العالم تخلّفًا...؟! هل من عجب أن ينهار النظام التعليمي بأسره فى مصر..!! وتتوارى الانجازات العلمية ويختفى البحث العلمي نهائيا .. وتتراجع الأمة عشرات السنين إلى الوراء..!! فى الوقت الذى تتقدم فيه بلاد صغيرة فى هذه المجالات كلها وتحقق انجازات أشبه بالمعجزات؛ وقد كانت إلى عهد قريب لا يُعرف موقعها بالتحديد على خريطة العالم.. !!
myades34@gmail.com[/rtl]
[rtl]فى يونية ٢٠١٠م نشرت لى مجلة وجهات نظر عرضًا تحليليًّا لرواية ألّفها أديب أسترالي مصري الأصل هو الدكتور فتحى فارس ، بعنوان " العالم الذى خلّفه وراءه".. اعتبرتُها من أصدق وأجمل ما كُتب عن مصر باللغة الإنجليزية .. انعكس فيها الواقع المصري خلال فترة من أخطر فترات التحوّل الوطني ( فى نهاية العهد الملكي وبدايات ما سُمّي بثورة ١٩٥٢م) .. هذه الفترة شهدت انتفاضة شعبية عارمة: ضد النظام الملكي وضد الاحتلال البريطاني فى آن واحد ..
كنت فى ذلك الوقت طالبا ومشاركا فى المظاهرات، وأستطيع أن أقول: إن ثورة الطلاب لم تكن أقل إصرارًا مما نشاهده اليوم فى المدارس والجامعات .. وكانت محاولات الشرطة فى مواجهتها بالعنف والاعتقالات على أشدها .. ولست أنسى أننا فى عام ١٩٥١ لم نحضر الدراسة يوما كاملا فى مدرسة المنصورة الثانوية سوى خلال بضعة أسابيع فى السنة كلها ..
وقد استمر طارق [أحد زعماء الطلاب فى الرواية] يؤدى دوره القيادي هذا بحماس أشد.. ونضجٍ أكثر.. بعد أن انتقل إلى الجامعة.. "
"وما يصفه المؤلف من حراك سياسي وحرية فى التعبير عن الرأي، والتظاهرات الحاشدة فى تلك الفترة، يصور مجتمعا مصريا يقظا حيًّا ، ممتلئًا بالحماس والثقة بالنفس .. على عكس الصورة البائسة التى تحوّل إليها المجتمع المصري فى أيامنا هذه ..
"كانت الظروف الموضوعية أيضا لها تأثيرها الحاسم أيضا؛ فقد لا حظتُ فى ثنايا الرواية أن تدخل الشرطة فى ذلك الوقت لِفَضّ المظاهرات كان محكوما بقوانين تمنع الإفراط فى استخدام العنف.. وتضع خطوطا حمراء أمام قوات الأمن لا ينبغى عليهم تجاوزها..! فقد ألمح المؤلف وهو فى سياق وصفه لمظاهرة قادها طارق فى الجامعة، أن أفراد الشرطة كانوا يراقبون المظاهرات من خلف أسوار الجامعة ولا يجرؤون على دخولها .. لأن القانون فى ذلك الوقت كان يمنعهم من الدخول إلى الحرم الجامعي.. "
"إن فتحى فارس لم يشهد الأوضاع التى تردّت إليها الجامعة اليوم، فلم ينتهك رجال الأمن بأقدامهم الحرم الجامعى فحسب، بل أصبح تدخلهم، يشمل تعيين العمداء ورؤساء الجامعات، وإلقاء القبض على الأساتذة الناشطين فى الاتحادات الأكاديمية، والتدخل فى النشاطات الطلابية، وفى السكن الجامعى، و انتخابات الاتحادات الطلابية.. وأصبحت الحرية الأكاديمية مجرد أسطورة قديمة تُحكى فى القصص ."
كان هذا وصفًا لما حدث من تطوّر فى الجامعات تحت نظام الدكتاتور مبارك .. كما سجّلته فى مقالتى المشار إليها .. ولم يخطر ببالى أبدًا فى ذلك الوقت؛ أن تتدهور أوضاع المدارس والجامعات تحت سلطة الانقلاب العسكري إلى ما هو أسوء من عهد مبارك وعهد الاحتلال البريطاني .. ولو أننى أعدت كتابة هذا المقال اليوم لأضفت إليه ثلاثة عناصر جديدة تُصوّر مدى ما انحدرت إليه مصر فى عهد الانقلاب العسكري:
١- استخدام بلطجية فى حماية الشرطة تحت إسم "الأهالى الشرفاء" للاعتداء على المتظاهرين بالرصاص والشماريخ والأسلحة البيضاء.
٢- اقتحام الشرطة والجيش بالمدرعات للحرم الجامعي واستخدام غاز الأعصاب والخرطوش والرصاص الحي .. ودهس الطلاب فى داخل الجامعة والقبض عليهم، وهو ما لم يحدث فى مصر عبر تاريخها الطويل..
٣- إنتهاك حرمات الطالبات واعتقالهن من داخل الجامعة والكلّيات وحتى من المدارس والحكم عليهن بالسجن بحجة التظاهر .. أو مجرد حمل شارة رابعة..
ليس هذا بمسغرب من أي منظومة حكم عسكرية تقوم على القهر والبطش والتنكيل ولا يمكن أن يُتوقَّع منها أن تُعنى بالحرية والديمقراطية.. ولا أن تعالج مشكلات الناس بالحوار ؛ لأن الحوار يعنى اختلاف الآراء ووجهات النظر.. ويعنى الاحتكام إلى المنطق ومبادئ موضوعية متفق عليها .. بالنسبة للمصلحة الوطنية العليا.. خارج إطار الرغبات والأهواء الشخصية والمصالح الفردية أوالفئوية.. وكل هذا لا وجود له ولا اعتبار فى نظر المنظومة العسكرية الفاشية ..
الأخطر من ذلك أن هذه المنظومة قد استطاعت أن تختار للقيادات الجامعية عينات من البشر من نفس طينتها الفاشية ، لمساعدتها فى كتم الأنفاس وقهر الطلاب والقضاء على كل معارضة سلمية فى الجامعات ؛ فلا تستطيع الآن أن تفرق بين مدير جامعة ومدير سجن أو رئيس قسم شرطة فى أحط بلاد العالم المتخلف .. و إليك بعض نماذج مستفزة:
[اللواء] الدكتور رئيس جامعة القاهرة فى فديو يتحدث فيه إلى برنامج "الحياة الآن" يتكلّم بحماس عن الأحداث الخطيرة التى جرت فى الجامعة .. وتأمّل جيدًا فى اهتماماته التافهة : لقد تخلّى الرجل عن مهمته الأكاديمية التربوية وعن الحوار للتعرف على مشكلات الطلاب والعمل على حلها .. وانصرف بكلّيته للحديث عن النجاح المزعوم للمنظومة الأمنية الجديدة (حرس الجامعة مع "فالكون" فى منع ثلاثين طالبا من دخول الجامعة ، يزعم أنهم من الإخوان المسلمين المشاغبين .. بدليل أنهم كانوا يحملون معهم طبلة ..!! ولكنهم التفوا حول الجامعة وتمكنوا من الدخول بالتسلّق على سور الجامعة .. ويعترف للمذيع قائلا:
"لم نتمكن من القبض على هؤلاء الطلاب، وتسليمهم للشرطة؛ بسبب المساحة الشاسعة للجامعة، لكننا تمكنًّا من مصادرة "الطبلة" التي كانت بحوزتهم"..
لاحظ أن أكبر اهتمامات الرجل البائس تنحصر فى إجراءات الأمن والبحث عن الطلاب المشتبه في معارضتهم للانقلاب العسكري.. وتسليمهم للشرطة لتأديبهم .. ولاحظ أيضا أن أهم انجازاته الوطنية التى يفخر بها هي مصادرة طبلة..!
كان اللواء الدكتور رئيس جامعة المنصورة أكثر صراحة وفجاجة وسوقية ؛ فهو يهدد الطلبة المتظاهرين فى الجامعة، بالعقاب الشديد حتى لو كانت تظاهراتهم سلمية .. إستمع إلى هذا الأكاديمى والمربّى الذى يُفترضُ فيه أن يكون قدوة للقيم والأخلاق.. يقول للطلبة بالنص : "أقسم بالله العظيم مانا سايبكم، وأي تجمّع فى الجامعة هيضِّرب.. معدْش فيها هزار .. وسلميّتكم دي بقى تعملوها عند أمّكم".!!
لم يكتف الرجل بأن يتقبل الخضوع المهين الذى حوَّله إلى مسخ منزوع الكرامة ؛ وإنما تفوٌق على بلطجية العشوائيات بلغته الساقطة ..
وهذا لواء آخرهو الدكتور رئيس جامعة الأزهر، يفخر بأن التجمعات الطلابية بفرع البنات تم التصدي لها فور ظهورها ولم يحدث مايعكر صفو العملية التعليمية.. وأكَّد أن أي محاولات لإثارة الطلاب داخل الحرم الجامعي سيتم التصدي لها بكل حزم ولن نتهاون فى سبيل انتظام الدراسة.
وكان المئات من طالبات جامعة الأزهر قد قمن بمسيرة حاشدة، جابت أرجاء الحرم الجامعي، للمطالبة بالإفراج عن زميلاتهن المعتقلات ، وعودة الطلاب المفصولين من قِبَلِ إدارة الجامعة العام الماضي..
لم يتحمل رئيس جامعة الأزهر مجرد نشر أخبار وحقائق عن الجامعة حيث أعلن الحرب على الصحافة وحرية التعبير، وهدد مندوبى بعض الصحف بمنعهم من دخول الجامعة .. واشترط علي الصحفيين أن يكتبوا ما يمليه عليهم فقط ، وأن يراجع كل ما يكتبونه قبل النشر .. وأن يعترف الصحفي أمامه بتفاصيل لقاءاته مع الأساتذة والطلبة وتحركاته فى الجامعة.. ويتمادى رئيس الجامعة فى تهديداته القمعية ، حيث لا يخجل من التلويح بتهمة الانتماء لجماعة الإخوان "الإرهابية" ضد كل صحفى يخالف تعليماته ..!!
وفى جامعة الأزهر تحفة فاشية أخرى هو [العقيد] الدكتور (ح.ع.) الذى اعترف فى برنامج متلفز بأنه قام بزرع طلاب (جواسيس) ؛ ليمدُّوه بالمعلومات عن زملائهم فى الجامعة.
فلما اعترض المذيع قائلا: "دا حرام يا دكتور، مش من حقك تشغَّل جواسيس على الطلاب، أنت لستَ الأمن". فرد عليه بكلاشيه يحفظه للتمويه على الجُهال تبريرا لمسلك لاديني ولا أخلاقي .. قال: "إن درء المخاطر مقدم على جلب المصالح .. والضرورات تبيح المحظورات".
ولم يشرح لنا الفقيه العقيد (ح.ع.) ما هى المخاطر التى يمكن أن يجلبها الطلاب إلى الجامعة، وما هى الضرورات التى تدفعه إلى أن يتجسس على الطلاب والطالبات، و ينتهك الحريات، ويكشف العورات..!!
بعد هذا كله هل من عجب أن تنحط الجامعات المصرية بشهادة المؤسسات الدولية التى صنفتها فى قاع الجامعات بأكثر دول العالم تخلّفًا...؟! هل من عجب أن ينهار النظام التعليمي بأسره فى مصر..!! وتتوارى الانجازات العلمية ويختفى البحث العلمي نهائيا .. وتتراجع الأمة عشرات السنين إلى الوراء..!! فى الوقت الذى تتقدم فيه بلاد صغيرة فى هذه المجالات كلها وتحقق انجازات أشبه بالمعجزات؛ وقد كانت إلى عهد قريب لا يُعرف موقعها بالتحديد على خريطة العالم.. !!
myades34@gmail.com[/rtl]
مواضيع مماثلة
» وائل قنديل يكتب : المثقف القاتل في الدولة الفاشية
» تنسيق الجامعات المصرية
» "طوابير الجامعات المصرية".. لا أمن ولا تعليم
» قواعد تقليل الاغتراب ( في الجامعات المصرية )
» مكتب التنسيق يستقبل طلاب المرحلة الأولى لليوم الثالث
» تنسيق الجامعات المصرية
» "طوابير الجامعات المصرية".. لا أمن ولا تعليم
» قواعد تقليل الاغتراب ( في الجامعات المصرية )
» مكتب التنسيق يستقبل طلاب المرحلة الأولى لليوم الثالث
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأربعاء 27 سبتمبر 2023, 12:11 am من طرف Admin
» من روائع السينما المصرية
الثلاثاء 02 فبراير 2021, 1:18 am من طرف Admin
» البث المباشر لجميع مباريات العالم
الإثنين 04 يناير 2021, 11:05 pm من طرف Admin
» وفاة المؤلف والسيناريست وحيد حامد
السبت 02 يناير 2021, 5:43 pm من طرف Admin
» امتحان الصف الرابع رياضيات
السبت 02 يناير 2021, 2:25 pm من طرف Admin
» بحث الماء للصف السادس
الخميس 16 أبريل 2020, 12:44 am من طرف Admin
» طريقة الدخول لتقديم البحث
الأحد 05 أبريل 2020, 10:08 pm من طرف Admin
» مسلسل La Casa de Papel الموسم الرابع
الجمعة 03 أبريل 2020, 5:22 pm من طرف Admin
» فيلم contagion
الثلاثاء 24 مارس 2020, 9:01 pm من طرف Admin
» الحلقة 10 العاشرة من الموسم الاول 1 من مسلسل في كل أسبوع يوم جمعة 2020 بطولة منة شلبي و آسر ياسين بجودة HD حلقة 10 اونلاين
الجمعة 13 مارس 2020, 4:38 pm من طرف Admin
» آخر تقرير عن الوضع حول فيروس (كوفيد-19) في إقليم شرق المتوسط
الخميس 12 مارس 2020, 1:08 am من طرف Admin
» كيف تحمي نفسك والآخرين من مرض كورونا ؟
الخميس 12 مارس 2020, 12:59 am من طرف Admin