جميع أنواع الحلوى

من طرف **بلبل حيران** الإثنين 16 يونيو 2014, 4:17 pm

والد قتيل قسم المطرية: ذهبت لاستلم ابني فوجدت رأسه مثقوبة 16977700011402887403-10482847_779274412103623_1381632760_n

لم تكتمل الفرحة التي غمرت قلب الأب، ذي الـ 59 عاما؛ بعدما انتظر هذا اليوم الذي يفرج فيه عن ابنه الوحيد بفارغ الصبر، جاء اليوم بالفعل، وتسلمه ولكنه أخذه جثة هامدة، تظهر عليها آثار تعذيب من كل لون على ظهره ووجه الذي بدا متورمًا ومقدمة رأسه بها ما يشبه "خُرماً" يكاد يظهر العظم منه.

منخرطًا في بكاء حار على فراق ابنه الوحيد "أحمد محمد إبراهيم" 23 عامًا، قال الأب المكلوم محمد إبراهيم سيد أحمد لـ "مصر العربية"، "كنت رايح آخده يوم الإفراج عنه إمبارح وأنا فرحان مش جاي عشان يسلمهولي جثة".

وبذلك يسجل قسم المطرية الرقم القياسي فيمن يدخله على قدميه ويخرج منه على نقالة، حيث سبقه اثنان في مدة زمنية قصيرة.

مكالمة منتصف الليل

وبنبرات تحمل الكثير والكثير من الألم، وصف الأب كيف كانت فرحته بأن نجله الوحيد سيخرج ليشم الهواء الحرية الطلق: "لم يغمض لي جفن طوال ليلة أمس وظللت أفكر وأحلم كيف سأستقبل ابني أثناء خروجه من قسم المطرية المحتجز به في الصباح، ورحت أخطط لإدخال الفرحة على قلب ابني، ولكن سرعان ما تبدلت تلك الأحلام الوردية إلى واقع لكنه مؤلم للغاية.

ففي الواحدة بعد منتصف الليل قبل خروج الابن بساعات قليلة دق جرس هاتف الأب، وعندما رد سمع صوت ابنه "أحمد" وهو يستغيث، قائلاً: "أنا بموت يا بابا.. أنا بموت يا بابا".. وانتهت المكالمة لتتبدل حالة النشوة التي كانت تخيم على الأب إلى قلق وخوف وتساؤلات أخذت تدور بخاطره، لم يُفكر كثيراً وانطلق من منزله بالسلام إلى قسم المطرية، لم يصدق الأب ما يسمع؛ خاصة أنه كان قد بقي من الزمن ساعتان ليستقبل ابنه بالأحضان وهو مفرج عنه، فإذا به في عداد الأموات.

"ابنك مات".. كلمتان كانتا فى انتظار الأب، قرعتا أذنيه بمجرد وصوله قسم المطرية، وفي ظل انخراط الأب بالبكاء قال: "ابني تم تلفيق تهمة سرقة حلق له، وتم إيداعه بالسجن وصدر قرار بالإفراج عنه بتاريخ 8 يونيو لحسن السير والسلوك داخل السجن فقضى 26 شهرا بدلاً من 3 سنوات، لكن تم تأجيل تنفيذ قرار الإفراج لأن وقتها كانت البلد عطلة بسبب تولي الرئيس عبد الفتاح السيسى الحكم.. وفي يوم 11 يونيو تم إيداعه سجن برج العرب ومنه إلى قسم الخليفة، ويوم 12 يونيو كان قد جاء إلى قسم المطرية".

وتابع الأب: "قسم المطرية مقسم إلى 3 أجزاء، الجزء الأول يدفع الأهالي فيه فلوس ليضمنوا معاملة جيدة لأبنائهم، الجزء الثاني يدفع فيه مبلغ مالي أعلى"، أما الجزء الثالث فخاص بـ "العالم الغلابة".. على حد وصف الأب.

نصيحة الموت

ويضيف: "قررت أن أدفع لأضمن معاملة جيدة لابني إﻻ أن أمين شرطة بالقسم نصحني بألا أدفع، معللاً ذلك بأنهم في القسم سيعتادون على ذلك، ومن الممكن أن يتمادوا ليضمنوا استمرار حصولهم على الأموال؛ فمتدفعش يا عم محمد".. هكذا نصح أحد أمناء الشرطة يدعى "مدحت" الأب.

"إحنا من 300 لـ 400 واحد يا بابا قاعدين في أوضه صغيرة".. هكذا أخبر الابن والده في إحدى المرات التي توجه فيها الأب لزيارته، وواصل الأب حديثه: وتوجهت قبل وفاته بيوم إلى القسم وطلبت نقله إلى قسم السلام كونه بمحيط المنطقة التي نقطن بها، ورد على الضابط النبشطي: "تعالى بكرة الساعة 8 الصبح واستلم ابنك من قسم المطرية".

ويتابع: وأخبرته أن ابني متعب قليلاً بسبب سوء التهوية، وسألته إن كنت أحضر له طبيباً فما كان من الضابط إلا أن "خبطني بإيده بقوة" ونهرني قائلاً: "امشي هاتله دكتور"، ولم أجد أطباء وبعدما غادرت القسم فوجئت بابني يتصل بي ويقول "يا بابا أنا بموت" في الساعة الواحدة ليلاً قبل الوفاة بـ 3 أو أربع ساعات، فما كان مني إلا أن اتصلت بالإسعاف مرتين لكنها لم تتوجه له، وطلب القسم الإسعاف لكن لشخص آخر داخل القسم.

ويؤكد الأب تعرض ابنه للتعذيب قائلاً: "علمت أن ابني تعرض للتعذيب حينما رأيت جثته؛ حيث وجدت على كتفه من الخلف آثار ضرب بشومة أو عصا، ووجهه متورم بالكامل، والجبهة يوجد بها كدمات، وتوجد فتحة برأسه من الجانب الأيمن تشبه "الخُرم" يكاد العظم يظهر من خلالها، وتم نقله إلى مستشفى المطرية، جثة هامدة".

وينفي والد القتيل الرواية التي يقولها قسم المطرية بقوله: "في حين أن القسم يؤكد أنه لفظ أنفاسه الأخيرة داخل سيارة الإسعاف، وهناك تضارب في الأقوال، ولكن آثار التعذيب تنفي كل روايات وأكاذيب القسم".

وقال الأب؛ "ابني كان مبسوط أنه خلاص خارج وأنه كنت عمالة أقوله أخرج وأنا هجوزك ورايح استلمه.. استلمه جثة!!".

واتهم الأب "النقيب حسام حنفي" بقسم المطرية بقتل ابنه داخل القسم وطالب بتوقيع الكشف الطبي عليه الآن، "لأني وجدته "متخربش" في يده اليمنى، وهو دليل على أنه كان يتعدى على ابني وكان رد فعل نجلي أنه "خربشه"، واتهمه هو بالتحديد لأنه اعتدى على بالضرب حينما أخبرته أن المكان الذي يجلس به ابني في القسم لا توجد به تهوية، ولم يراع حتى سني كوني أبلغ من العمر 59 عاماً، أو حتى وضعي حيث أعمل مفتشاً في هيئة النقل العام.

وطرح الأب تساؤلاً: "إذا كان اعتدى على بالضرب وأنا بالخارج فماذا يفعل بابني في الداخل".

انتخبت السيسي

"أنا انتخبت السيسي مش عشان يقتل عيالنا"؛ هكذا أوضح الأب أنه نزل يوم الانتخابات الرئاسية وانتخب "الرئيس عبد الفتاح السيسي"، مضيفا: "اختارته لأنه رجل عسكري ولقيت أنه ممكن يناسب الدولة "إنما عشان يناسبها يموت عيالنا لأ برضه هو المفروض يحاسب وزير الداخلية لأنه أسخم من حبيب العادلي وأنا مش هسيب حق ابني وبطالب بالقصاص ليه يا إما يقولوا عليه إرهابي".

وعن أحلام الابن قال والده: "كان يحلم أن يتزوج.. كان يعمل في ماكدونلدز طوال اليوم وحين كنت أطلب منه ان يأخذ قسطاً من الراحة كان يبادلني الرد بأنه يحاول أن يشغل وقته بدلا من الجلوس على مقاهي الإنترنت".

ويختم الأب حديثه: "لو كان ابني مصاباً بالإعياء فمن واجب القسم أن يحضر له سيارة إسعاف، لأنه أمانة عندهم، ولكن في الحقيقة ابني لم يكن مريضاً بل إنه مات نتيجة التعذيب".

والد قتيل قسم المطرية: ذهبت لاستلم ابني فوجدت رأسه مثقوبة 8630643161402887287-DSC00752