أن تحتل أخبار مصر المقالات الافتتاحية في اثنين من أهم الصحف العالمية هما واشنطن بوست، ونيويورك تايمز، وتصف الصحيفتان الوضع في مصر بـ«القمعي والديكتاتوري»، فهذا يعني أن الحالة السياسية في مصر تهم المجتمع الدولي.
وكان عنوانا المقالتين بالصحيفتين العالميتين هما «مصر تنحرف عن مسار الديمقراطية»، و«إسكات المعارضة في مصر».


قالت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية: إنه لم يكن هناك أدلة كثيرة على حدوث تحول ديمقراطي في مصر، عندما قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري: إنه «يتم تنفيذ خارطة الطريق» التي وضعتها الحكومة المصرية الحالية.
وأشارت الصحيفة إلى ما أطلقت عليه تعثر تطبيق خارطة الطريق خاصة في الأيام الأخيرة، وأوضحت في مقالها الافتتاحي بعنوان «مصر تنحرف عن مسار الديمقراطية»، أنه بالرغم من انتهاء حالة الطوارئ إلا أنه حل محلها إجراءات «قمعية» أخرى، حسب وصف الصحيفة، في إشارة إلى إصدار الرئيس عدلي منصور لقانون التظاهر جديد، كان بإمكانه أن يقيد المظاهرات التي اجتاحت البلاد خلال العامين الماضيين تقييدًا كبيرًا.
وترى الصحيفة، أن هذا القانون الجديد «دعوة لا يحمد عقباها لمواصلة قمع جماعة الإخوان المسلمين، الذين أيدوا الرئيس المعزول محمد مرسي، وغيرهم ممن يعارضون الحكومة».
تضيف الصحيفة «وفي انتكاسة أخرى للديمقراطية، وافقت لجنة الخمسين المكلفة بصياغة الدستور على مادة تسمح بالمحاكمة العسكرية للمدنيين في قضايا معينة» كما تقول الصحيفة. هذه المادة قد تمنح النظام الحالي فرصة أخرى لقمع المعارضة، والتهديد بتقديمهم إلى المحاكمات العسكرية.
وسلطت واشنطن بوست الضوء على قمع الحكومة للمظاهرات التي اندلعت هذا الأسبوع، موضحة أن كل هذا يشير إلى حكومة تتجه نحو الاستبداد بدلا من الديمقراطية.
ومن جانبها قالت صحيفة «نيويورك تايمز» في مقالها الافتتاحي بعنوان «إسكات المعارضة في مصر»: إن الحكومة المدعومة من الجيش تشبه على نحو متزايد ديكتاتورية الرئيس الأسبق حسني مبارك «ولكن بدون مبارك».
وأشارت إلى أنه سعيًا لسحق مقاومة مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي من جماعة الإخوان المسلمين، تتحرك السلطات المصرية الآن لمنع أغلب الاحتجاجات العامة، وتهديد المشاركين بالسجن أو الغرامات الباهظة.
تقول الصحيفة: إن الفريق أول عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع، الذي وصفته بأنه رجل الجيش القوي، يدين بالفضل في حصوله على سلطته الحالية إلى هذه الاحتجاجات، ولكن يبدو الآن أنه سيتم التسامح فقط مع المظاهرات التي تدعم السيسي وحلفاءه.
تضيف الصحيفة إلى أنه مع خضوع كل أشكال المعارضة العلنية للقمع الآن، سيصعب الحكم على الوزن الحقيقي لمعارضة الحكومة الحالية.
كما تقول إن حسابات الإدارة الأمريكية خلصت إلى حاجتها لدعم السيسي والجيش من أجل استراتيجية أمنها الإقليمي، كما كانت تؤمن بذلك أثناء حكم مبارك.
تختتم نيويورك تايمز أنه «وإذا كان من المحتم على ما يبدو أن تكرر أخطاء مبارك، فالسياسة الأمريكية ينبغي عليها ألا تكرر أخطاءها».