بقلم " مصطفى فهمى"



هل يتحمل الرئيس مرسى وجماعته ما يحدث الآن فى مصر، من صراع سياسى واجتماعى بمفردهم، أما أن هناك عوامل كثيرة تداخلت وأوصلت مصر إلى حالتها الحرجة؟؟.

بالطبع يتحمل الرئيس وأفراد جماعته وحزبه ومكتب إرشاده، جزء كبير من تدنى الأوضاع الداخلية إلى هذا الحد، يتحمل الرئيس الآن نتيجة دستوره الذى سلق ليلا وإعلانه الغير دستورى الذى أشعل وقود الفتنة ومزق نسيج الوطن مائة قطعة، يتحمل الرئيس نتيجة فشله فى تدنى الأوضاع الاجتماعية إلى هذا الحد، وارتفاع الأسعار وزيادة التضخم بهذا القدر المرعب، يتحمل الرئيس نتيجة إقصاء الأطراف جميعا وعدم إحراج المعارضة بتولى مناصب قيادية تحت إدارته حتى تظهر إمكاناتهم الحقيقية للناس.

يتحمل الرئيس استمرار "فودة بتاع المنصورة" و"عاشور بتاع الشرقية" و"الواد بتاع المعادى"، فى العبث بأمن الوطن وسلامة مواطنيه، يتحمل الرئيس استمرار "الواد اللى بينّزل سكينة الكهرباء مقابل 20 جنيه ويروّح"، و"الناس اللى بتبيع البنزين فى السوق السودة"، يتحمل الرئيس نتائج إجبار الناس على الاشتياق لأمن "مبارك"، بما فعلته جماعته من إرهاب فكرى وكذب وخداع ومراوغة ومتاجرة بالدين وشريعته والناس ولقمة عيشهم و"القصاص"، يتحمل الرئيس نتيجة محاولاته لتمكين أفراد جماعته مفاصل الدولة وإبعاد المعارضة والسلفيين والشركاء والشباب.

يتحمل الرئيس الكره الذى سيطر على قلوب المصريين لبعضهم، والتعصب الأعمى الذى سيطر على تفكيرهم وتغييب عقولهم وتخدير ضمائرهم وتهميش مبادئ دينهم وإنسانيتهم حتى صاروا يتقاتلون، يتحمل الرئيس المسئولية الكبرى فيما ذهبت إليه الأوضاع لأنه قرر أن يقصى الجميع ويفعل منفردا وجماعته كل شىء.

إذا تحمل الرئيس وجماعته كل شىء، فماذا تتحمل المعارضة إذن؟؟.

إذا تحدثت عن المعارضة ودورها فيما وصلت إليه الأمور فقد أخطأت، لأنى ببساطة سأمنحهم قدرا وحجما أكبر كثيرا من شعبيتهم فى الشارع، يتحملون من نتائج تدنى الأوضاع ومنطقة اللاعودة التى اقتربنا من الوصول إليها، قدرا كبيرا، فإذا انتقدنا الحاكم وحاشيته فى إقصائهم وتهميشهم على مدار عام كامل، فلابد أن ننتقد المعارضة نفسها على عدم الاستفادة بأخطاء النظام والاحتكاك بالشعب والنزول من الأبراج العالية لأرض الواقع.

المعارضة المبجلة لم تفعل أقل ما فعل الحاكم وحاشيته، فإذا لومنا الإخوان على ركوب الثورة وجنى ثمارها، فالمعارضة نفسها تحاول أن تركب الآن بنفس الطريقة على ثورة "تمرد"، وإذا نتهم الإخوان بالكذب وتباين المواقف وتضارب الأقوال من حين لآخر.

الجميع مخطئ وكلنا فى سلة واحدة، الرئيس وجماعته والمعارضة والعسكر والشرطة ومجالس النواب والقضاء والإعلام، والشعب وحده من يتحمل الأخطاء، نبنى الآن بأيدينا دولة الفوضى والظلم والغابة وندخل الشعب فى نفق معتم، وعدنا الشعب بالثورة على الظلم فثرنا على الشعب ذاته وهددنا عيشه وأمنه وحياته وأدخلناه مرحلة الخطر، ولا نعلم إلى أين سنتجه به، فحسبى الله ونعم الوكيل فى الجميع؛ و

لكِ
اللــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه
يامـــصـــــــــــــــــــــــــــــــــــر