فن التعامل مع الفتن
صفحة 1 من اصل 1
فن التعامل مع الفتن
بقلم"شيرين عرفة "
أحداث الخصوص
أراد كل منهما أن يرد الماء قبل الثانى، كل منهما يرى أنه الأحق بذلك،
الأول هو (جهجاه الغفارى) أجير (عمر بن الخطاب)، (رضى الله عنه) من
المهاجرين والثانى هو (سنان بن وبر الجهمى ) من الأنصار ، فتشاجرا واقتتلا
فلطم (جهجاه)، (سنانا ) فصرخ سنان بالأنصار، وصرخ ( جهجاه) بالمهاجرين،
وكادت تنشب حرب بين الفريقين، فلما علم رسول الله صلى الله عليه وسلم، غضب
غضبا شديدا وقال: أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم، دعوها فإنها منتنة،
وانفض القوم، إلا أن المنافقين ومشعلى الفتن أبوا إلا أن يشعلوا حربا
ليكتوى الجميع بنارها، فحين سمع بذلك رأس النفاق (عبد الله بن أبى بن سلول)
قال: أوقد فعلوها ?! ، نافرونا وكاثرونا فى بلادنا، والله ما نحن وهم إلا
كما قال الأول: (سمن كلبك يأكلك، والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز
منها الأذل)، يقصد بالعزيز: نفسه وبالذليل: رسول الله (صلى الله عليه
وسلم) ، ثم قال: (لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا).
بلغ ذلك رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ، لقد سبه وشتمه رأس النفاق هذا
ووصفه بالذليل، بل ووصف المهاجرين جميعهم بالكلب الذى يسمنه صاحبه فيأكله،
أى جرم أفظع من هذا!! ، بل ويتوعد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم) بالطرد
من المدينة، غضب الصحابة لذلك غضبا شديدا، وقال عمر بن الخطاب يا رسول
الله: مر (عباد بن بشر) فليقتله، فأبى رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
وقال: ( كيف يا عمر إذا تحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه)، ولكنه سبك يا
رسول الله وتوعدك بالطرد من المدينة ووصفك بالذليل، وقد علمت الناس كلها
بذلك وأنت النبى الأمين والقائد العظيم والسيد المطاع، وهؤلاء الذين غضبوا
من أجلك يا رسول الله وكلهم مؤمنون أتقياء والعجيب أن منهم (عبد الله بن
عبد الله بن أبى بن سلول)، وكان صحابيا مؤمنا، أراد أن يقتل أباه ووقف على
باب المدينة واستل سيفه وقال لأبيه: لا تجوز من هاهنا حتى يأذن لك رسول
الله، فإنه العزيز وأنت الذليل، فلما جاء النبى (صلى الله عليه وسلم) أذن
له فخلى سبيله، ولكن الفتنة مازالت مشتعلة فى النفوس، فماذا أنت فاعل يا
رسول الله؟
أمر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) المسلمين بالرحيل فى ساعة ظهيرة والشمس
ملتهبة، ولم يكن يرتحل المسلمون أبدا فى ذلك الوقت، وهم عائدون لتوهم من
غزوة بنى المصطلق ـ عند ماء المريسيع _ مشى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم
) يومهم ذلك حتى أمسى وليلتهم حتى أصبح بل وصدر يومهم التالى.. حتى آذتهم
الشمس ، ثم نزل بالناس فما لبثوا أن وجدوا مس الأرض حتى وقعوا نياما، لقد
فعل ذلك خير الأنام وسيد المرسلين حتى يشغل الناس عن الحديث فى تلك الفتنة ،
هذا هو فعل العظماء وأصحاب العقول الحكيمة ، ففى الفتنة يكثر القيل والقال
، ويترصد كل طرف بالآخر، فلو شغل الطرفان بعمل عظيم يفيدهما معا ويبنيا به
أمتهما ، لما حدثت فتنة، ولو أشعلها أحدهم لاستطاعوا أن يؤدوها فى مهدها.
فلو كان الرئيس ( محمد مرسى) منذ بداية حكمه دشن لعمل عملاق يستوعب طاقات
الأمة المصرية بأكملها أو عدة مشاريع عظيمة فى خطة واضحة الملامح للارتقاء
بمصر وتنميتها، وجعل المصريين كلهم يطلعون عليها ويؤمنون بها بل ويتحدثون
عنها ليل نهار، لأضاع الفرصة على مشعلى الفتن ومروجيها وتجار الدماء،
ولانشغل الشعب المصرى بأكمله فى تلك المشاريع وتحمل الصعاب من أجلها.. على
أمل أن يجنى الثمار فى نهايتها، فالحل الوحيد فى نظرى - بعد تفعيل القانون
وتطبيق القصاص على القتلة والمجرمين وإنزال العقاب بمروجى الإشاعات والفتن
-..هو إشغال الناس بمشروع عملاق ينخرط فيه الشعب المصرى كله ولنسميه مشروع:
( إنقاذ مصر) ، ونبدأ فيه من الآن.
أحداث الخصوص
أراد كل منهما أن يرد الماء قبل الثانى، كل منهما يرى أنه الأحق بذلك،
الأول هو (جهجاه الغفارى) أجير (عمر بن الخطاب)، (رضى الله عنه) من
المهاجرين والثانى هو (سنان بن وبر الجهمى ) من الأنصار ، فتشاجرا واقتتلا
فلطم (جهجاه)، (سنانا ) فصرخ سنان بالأنصار، وصرخ ( جهجاه) بالمهاجرين،
وكادت تنشب حرب بين الفريقين، فلما علم رسول الله صلى الله عليه وسلم، غضب
غضبا شديدا وقال: أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم، دعوها فإنها منتنة،
وانفض القوم، إلا أن المنافقين ومشعلى الفتن أبوا إلا أن يشعلوا حربا
ليكتوى الجميع بنارها، فحين سمع بذلك رأس النفاق (عبد الله بن أبى بن سلول)
قال: أوقد فعلوها ?! ، نافرونا وكاثرونا فى بلادنا، والله ما نحن وهم إلا
كما قال الأول: (سمن كلبك يأكلك، والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز
منها الأذل)، يقصد بالعزيز: نفسه وبالذليل: رسول الله (صلى الله عليه
وسلم) ، ثم قال: (لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا).
بلغ ذلك رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ، لقد سبه وشتمه رأس النفاق هذا
ووصفه بالذليل، بل ووصف المهاجرين جميعهم بالكلب الذى يسمنه صاحبه فيأكله،
أى جرم أفظع من هذا!! ، بل ويتوعد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم) بالطرد
من المدينة، غضب الصحابة لذلك غضبا شديدا، وقال عمر بن الخطاب يا رسول
الله: مر (عباد بن بشر) فليقتله، فأبى رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
وقال: ( كيف يا عمر إذا تحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه)، ولكنه سبك يا
رسول الله وتوعدك بالطرد من المدينة ووصفك بالذليل، وقد علمت الناس كلها
بذلك وأنت النبى الأمين والقائد العظيم والسيد المطاع، وهؤلاء الذين غضبوا
من أجلك يا رسول الله وكلهم مؤمنون أتقياء والعجيب أن منهم (عبد الله بن
عبد الله بن أبى بن سلول)، وكان صحابيا مؤمنا، أراد أن يقتل أباه ووقف على
باب المدينة واستل سيفه وقال لأبيه: لا تجوز من هاهنا حتى يأذن لك رسول
الله، فإنه العزيز وأنت الذليل، فلما جاء النبى (صلى الله عليه وسلم) أذن
له فخلى سبيله، ولكن الفتنة مازالت مشتعلة فى النفوس، فماذا أنت فاعل يا
رسول الله؟
أمر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) المسلمين بالرحيل فى ساعة ظهيرة والشمس
ملتهبة، ولم يكن يرتحل المسلمون أبدا فى ذلك الوقت، وهم عائدون لتوهم من
غزوة بنى المصطلق ـ عند ماء المريسيع _ مشى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم
) يومهم ذلك حتى أمسى وليلتهم حتى أصبح بل وصدر يومهم التالى.. حتى آذتهم
الشمس ، ثم نزل بالناس فما لبثوا أن وجدوا مس الأرض حتى وقعوا نياما، لقد
فعل ذلك خير الأنام وسيد المرسلين حتى يشغل الناس عن الحديث فى تلك الفتنة ،
هذا هو فعل العظماء وأصحاب العقول الحكيمة ، ففى الفتنة يكثر القيل والقال
، ويترصد كل طرف بالآخر، فلو شغل الطرفان بعمل عظيم يفيدهما معا ويبنيا به
أمتهما ، لما حدثت فتنة، ولو أشعلها أحدهم لاستطاعوا أن يؤدوها فى مهدها.
فلو كان الرئيس ( محمد مرسى) منذ بداية حكمه دشن لعمل عملاق يستوعب طاقات
الأمة المصرية بأكملها أو عدة مشاريع عظيمة فى خطة واضحة الملامح للارتقاء
بمصر وتنميتها، وجعل المصريين كلهم يطلعون عليها ويؤمنون بها بل ويتحدثون
عنها ليل نهار، لأضاع الفرصة على مشعلى الفتن ومروجيها وتجار الدماء،
ولانشغل الشعب المصرى بأكمله فى تلك المشاريع وتحمل الصعاب من أجلها.. على
أمل أن يجنى الثمار فى نهايتها، فالحل الوحيد فى نظرى - بعد تفعيل القانون
وتطبيق القصاص على القتلة والمجرمين وإنزال العقاب بمروجى الإشاعات والفتن
-..هو إشغال الناس بمشروع عملاق ينخرط فيه الشعب المصرى كله ولنسميه مشروع:
( إنقاذ مصر) ، ونبدأ فيه من الآن.
بلبل حيران- مشرف مميز
- الجنس : عدد المساهمات : 3273
تاريخ التسجيل : 05/09/2011
المزاج : عال والحمد لله
مواضيع مماثلة
» التعامل مع البيوسBIOS ...
» حملة لتعليم طلاب المدارس بالغردقة فن التعامل مع السياح
» خبراء أمنيون يكشفون سيناريوهات التعامل مع "البلاك بلوك"
» التعامل الجيد مع الزوج طريق الاستمتاع بحياة أسرية بلا شجار
» محافظة الإسكندرية تحذر المواطنين من التعامل مع أصحاب عقارات الموت
» حملة لتعليم طلاب المدارس بالغردقة فن التعامل مع السياح
» خبراء أمنيون يكشفون سيناريوهات التعامل مع "البلاك بلوك"
» التعامل الجيد مع الزوج طريق الاستمتاع بحياة أسرية بلا شجار
» محافظة الإسكندرية تحذر المواطنين من التعامل مع أصحاب عقارات الموت
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأربعاء 27 سبتمبر 2023, 12:11 am من طرف Admin
» من روائع السينما المصرية
الثلاثاء 02 فبراير 2021, 1:18 am من طرف Admin
» البث المباشر لجميع مباريات العالم
الإثنين 04 يناير 2021, 11:05 pm من طرف Admin
» وفاة المؤلف والسيناريست وحيد حامد
السبت 02 يناير 2021, 5:43 pm من طرف Admin
» امتحان الصف الرابع رياضيات
السبت 02 يناير 2021, 2:25 pm من طرف Admin
» بحث الماء للصف السادس
الخميس 16 أبريل 2020, 12:44 am من طرف Admin
» طريقة الدخول لتقديم البحث
الأحد 05 أبريل 2020, 10:08 pm من طرف Admin
» مسلسل La Casa de Papel الموسم الرابع
الجمعة 03 أبريل 2020, 5:22 pm من طرف Admin
» فيلم contagion
الثلاثاء 24 مارس 2020, 9:01 pm من طرف Admin
» الحلقة 10 العاشرة من الموسم الاول 1 من مسلسل في كل أسبوع يوم جمعة 2020 بطولة منة شلبي و آسر ياسين بجودة HD حلقة 10 اونلاين
الجمعة 13 مارس 2020, 4:38 pm من طرف Admin
» آخر تقرير عن الوضع حول فيروس (كوفيد-19) في إقليم شرق المتوسط
الخميس 12 مارس 2020, 1:08 am من طرف Admin
» كيف تحمي نفسك والآخرين من مرض كورونا ؟
الخميس 12 مارس 2020, 12:59 am من طرف Admin