مصطفى النجار


خروجاً
على المألوف، يستقيل عن رئاسة الحزب الذى وضع لبناته الأولى بساعديه، دارس
علوم الإعلام يبرر استقالته بأنها «كسر للصورة النمطية السائدة التى تقضى
بأن يكون وكيل المؤسسين ومؤسس أى حزب هو رئيسه إلى الأبد»، يثور على
القواعد الموضوعة، يكسرها كلها، الشاب الذى لم يتجاوز حاجز الـ 32 سنة كان
واحداً من أصغر رؤساء الأحزاب السياسية فى تاريخ مصر، وصار باستقالته عن
رئاسة الحزب أصغر المستقيلين.

فى البدء كان الفتى إخوانياً، يداه لم تكفا عن التدوين، حتى صار
طبيب الأسنان كاتباً للرأى فى عدة صحف بأجر شهرى 9 آلاف جنيه، هكذا أعلن
فى إقرار ذمته المالية بعد فوزه بمقعد البرلمان، مبدأ آخر حرص «النجار»
على ترسيخه وهو ما يعكس روحا جديدة لأحد شباب الثورة.

الاتحاد برأيه قوة، انشق الإخوانى السابق مصطفى النجار عن جماعة
البنا وقطب فى 2010، ليسطر خطابه الخاص، خطابا ذا لهجة تصالحية، لا فضل
لليبرالى على إسلامى، ولا لإخوانى على غير إخوانى «إلا بالثورة»، يرى
ضرورة حتمية فى اتحاد الإسلاميين والليبراليين، يعلن حزب العدل «بلا
أيديولوجيا» هو حزب للجميع، فقط اتحدوا أيها الثوار، هنا مكانكم جميعاً.

عام واحد من الرئاسة الحزبية يكفى، بين مايو 2011 و2012، يخرج
النجار إلى رفاقه مشيداً بهم، يطالب بإجراء الانتخابات الداخلية فى
موعدها، ويتخلى عن الترشح، كانت له اليد الطولى فى ضم كوادر من مختلف
التيارات والاتجاهات السياسية أمثال: منى البرادعى، والمستشارة نهى
الزينى، وعمرو الشوبكى، وعبدالجليل مصطفى، ومنصور حسن.

يحاول وضع لبنات بناء الاتحاد، النائب بمجلس الشعب، المنحل بقرار
الدستورية العليا، أشاد بتأييد حزب النور السلفى للدكتور عبدالمنعم
أبوالفتوح رغم تقرب الأخير لصف الليبراليين، قبيل انتخابات الرئاسة، «فلا
بد من الحوار المباشر لتحديد أولويات المعركة المشتركة التى لا بد من
التوحد فيها».

يؤمن «النجار» بالشفافية.. بيان ذمته المالية، وتقاريره الشهرية
عن أهم مشاركاته بمجلس الشعب قبل حل المجلس دليل على ذلك، وبيانه بأسباب
استقالته، تنظيمياً عن حزب العدل، تكرس المبدأ، خاصة قبيل الدخول فى
تجربته الحزبية الثانية بالإعلان عن تدشين حزب ثانٍ، كلبنة ثانية فى بناء
الاتحاد ذاته.

يخشى النائب السابق عن دائرتى مصر الجديدة ومدينة نصر من عودة
قبضة نظام مبارك الأمنية، اعتقاله ثلاث مرات، لأسباب سياسية، كان دافعا
قويا لتبنى أفكار البرادعى للتغيير السياسى قبل الثورة، ليصبح لاحقاً أحد
الأعمدة التى تمثل تيار الشباب داخل الجمعية الوطنية للتغيير.