المحافظ: المحطات والشبكات متهالكة والأمل فى الشركة القابضة الجديدة




المهندس عصام الخطيب أثناء المعاينة


كارثة حقيقية يعيشها أبناء مدينة السويس الباسلة، فعقول
المسئولين لم تتحرر بعد من أفكار النظام البائد وتركوا السوايسة يأكلون
مزروعات مروية بمياه الصرف الصحى، ويشربون مياهاً حملت لهم الأمراض حتى
سجلت المحافظة مركزاً متقدماً فى الإصابة بمرض الفشل الكلوى.

محطة الصرف الصحى بجبلاية السيد هاشم بحى الجناين تعد نموذجاً
صارخاً للإهمال، وغياب الضمير، بعد أن تعطلت الطلمبات الأربع بها منذ عدة
أشهر، وعجز المسئولون عن إيجاد حلول جذرية لها، وفضلوا إلقاء ما بها بترعة
السويس التى تستخدم فى زراعة مئات الأفدنة بمنطقة «اللاجون» وغيرها، وهى
نفسها التى يشرب منها أبناء السويس.

يكشف حجم الكارثة، شحات عبدالكريم محمد من أهالى الجبالاية
بالجناين، حيث أكد أنهم استغاثوا أكثر من مرة بتعطل المحطة وغرق منازل
المواطنين، وتصريف مياه الصرف الصحى فى المصرف الزراعى وترعة السويس، ولكن
المسئولين ضربوا باستغاثتنا عرض الحائط، وركبوا «بدال» لشفط المياه، ثم
إلقائها فى الترعة.

وأضاف شحات أن هذا البدال يتم تشغيله بالكهرباء، الأمر الذى يمثل
خطورة بالغة على الأطفال، وأنهم نتيجة لهذا التجاهل، حرر عدد من أهالى
المنطقة بلاغات للمستشار أحمد عبدالحليم المحامى العام لنيابات السويس
اتهموا من خلالها المسئولين بمديرية الإسكان بالتقاعس حتى تفاقمت هذه
المشكلة، وأدت إلى إتلاف المحاصيل، نظراً لغرق الأراضى فى مياه الصرف
الصحى.

ومن جانبه كشف عصام الخطيب رئيس لجنة الخدمات والمرافق والتموين
بالمجلس الاستشارى للمحافظة، أن اللجنة أحضرت العميد سيد قطب مدير شئون
البيئة والمهندسة ماجدة خيرالله مدير عام الطب الوقائى لموقع المحطة ورصدا
الكارثة البيئية على الطبيعة، ومع ذلك لم يستجب أحد من المسئولين.

وتابع الخطيب أن المحطة كانت تعمل بطلمبة واحدة بعد تعطل 3 طلمبات
أخرى، وأن هذه الطلمبة مستعملة، وتم شراؤها من شركة القاهرة لمياه الشرب
والصرف الصحى، رغم عدم مطابقتها للمواصفات الفنية، ورغم إبلاغ المسئولين عن
ذلك، ولكنهم لم يتخذوا الإجراءات القانونية ضد المتسبب فى شرائها، وضد كل
من ساهم فى إنشاء المحطة، والتى تكلفت أكثر من 8 ملايين جنيه.

واعترف اللواء محمد عبدالمنعم هاشم محافظ السويس بوجود مشكلة خطيرة
فى محطات وشبكات الصرف الصحى بالمحافظة، وأكد لـ«الوطن» أنها مشكلة أزلية
وتحتاج إلى حل سريع منعاً لحدوث كارثة مستقبلاً نظراً لتعطل معظم المحطات،
وتهالك الشبكات، والخطوط.

وأوضح أن عدداً كبيراً من منازل منطقة «الجبلايات» بالجناين تعرض
للغرق يوم الخميس الماضى، مما دفعهم إلى تركيب بدالة جديدة بسعة 6 بوصات
لرفع مياه الصرف من البيوت، وإنقاذها من الغرق، ولكنه فى الوقت نفسه أشار
إلى أن هذا الحل مؤقت، ولا يمكن الاعتماد عليه بشكل مستمر، مشدداً على أن
تلك المشكلة سوف تجد طريقها للحل مع بدء عمل الشركة القابضة للصرف الصحى فى
أول يوليو المقبل، والتى وافق على إنشائها الدكتور كمال الجنزورى رئيس
مجلس الوزراء، ووقع عقدها بالفعل، والتى ستكون مسئولة عن تجديد الشبكات،
ووضع خطة تستغرق 3 سنوات لتجديد المحطات المتهالكة، وتغيير الشبكات
القديمة، بالإضافة إلى عمل خطوط ربط جديدة يصل عددها إلى 2000 لـ17 محطة،
وفقاً للخطة الخمسية التى وضعتها الشركة الجديدة.