ما رأيك فيما يحدث فى مصر؟ ألا يكفى حرقًا وقتلاً؟ وهل يستحق المصريون كل ذلك؟
هل تخيلت يومًا أن تصل الأمور إلى هذه الدرجة؟ هل توقعت أن تضحى المؤسسة
العسكرية بكل هؤلاء الشباب لتعيش أنت؟! هل فكرت يومًا أن ترى بلادك بهذا
الشكل؟ بلادك التى ادعيت يومًا حبك لها وولاءك لأرضها وحرصك على إنسانها
وصيانتك لكرامتها، وحفاظك على ثرواتها؟

فى الحقيقة لا أعلم ما هو شعورك الآن؟
أعتقد أن اللحظة مواتية لتنتفض، لتثبت ولاءك المزعوم لتكف يد من يخربون
مصر.. لتقول لهم: كفى.. فوطنى وإنسان وطنى وأرض وطنى لا يستحقون كل ذلك.

ألا يكفى أن المصريين اكتشفوا أنه ما من أحد من أفراد نظامك وحكومتك
ومحاسيبك إلا لديه ملف أسود فى اللصوصية والرشوة والاعتداء على أموال
وأراضى الدولة، أو هو مشارك فى تحالفات غريبة مع أعداء الوطن ليقضى على
آماله وأحلامه وثرواته.
أيها المواطن مبارك..

منحتك الدولة زمامها فلم تحافظ عليها، وثرواتها فلم تصنها، وإنسانها فلم
تحترمه وتعمدت إفقاره، فرطت وبعت وأهدرت وأهديت ثرواتها وأراضيها لكل من هب
ودب، ألم يصحُ ضميرك وقتما بعت أرضها بدولار واحد للمتر، فيما تضيق بأهلها
وشبابها الذين لا يجدون أمتارًا معدودة يأوون إليها؟

انتفض ولو مرة واحدة.. قل لا.. دافع عن وطنك الذى أعطاك كل شىء، ولم تمنحه
سوى نظام مستبد فاشل يستشرى فساده فى كل شبر فى أرضه، بعدما عثت فيه فسادًا
أنت وزوجتك وابناك وحاشيتك البائدة.

قف ولو مرة واحدة أمام نفسك.. كف عن النظر فى مرآة "جحا" التى تظهرك أطول
وأعرض وأعظم من حجمك الحقيقى.. قف بجانب المواطن المصرى البسيط فى مرآته
العادية لتعرف أن قامته تساوى قامتك.

ألم يأنِ الأوان أن تعترف بجرائمك وبفظائعك.. ربما سامحك الشعب الطيب الذى
أهدرت كرامته فصفق لك، وأمرضته فابتسم فى وجهك، وأنضبت كل موارده فلم
يمنعك.. أنصحك بأن تنتهز الفرصة فلم يعد فى الوقت متسع لتؤجل الاستسماح من
الشعب الذى لن ينسى طوال حياته أنك سبب مآسيه وعذاباته.

اعترف بأنك تعمدت الوقيعة بين طوائف الشعب لتكسب معركة وهمية، أثبت الواقع
أنك أنت الخاسر الوحيد فيها. اعترف بتقصيرك فى حق شعب أسكنته المقابر
والعشوائيات وجرفت تربته الإبداعية، وكنت سببًا فى ضياع شبابه وشتات شملهم
فى كل بقاع الدنيا.
اعترف بأنك بعت المصريين وثرواتهم ومستقبلهم بحفنة دولارات أضفتها إلى حساباتك السرية هنا وهناك ولن تستفيد منها.

أيها المواطن مبارك.. لن ننسى ما حيينا أنك ضحيت بشعب بأكمله ليعيش 4 أشخاص فقط.. هم أنت وأفراد أسرتك.. فلك من الله ما تستحق.