المنتدى المصري الحر

مرحبا بك زائرنا الكريم في منتداك مستفيدا ومفيدا الرجاء التسجيل أو الدخول
يـــــــــــــارب احفظ مـــــــــصر



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

المنتدى المصري الحر

مرحبا بك زائرنا الكريم في منتداك مستفيدا ومفيدا الرجاء التسجيل أو الدخول
يـــــــــــــارب احفظ مـــــــــصر

المنتدى المصري الحر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كان يامكان

اذهب الى الأسفل

كان يامكان Empty كان يامكان

مُساهمة من طرف بدرو الثلاثاء 18 ديسمبر 2012, 6:33 am

بقلم : غادة عطا
كان يامكان Smal9201217145857

كان يا ما كان كان فيه عراق دولة شامخة عظيمة لها تاريخ، كان سكانها سنة
وشيعة وأكراد وأقليات حكمها شاب قوى وطموح استطاع أن يوحد بلده وشعبه بلد
واحدة، لكنه وللأسف حكمهم بالحديد والنار.

وكان من يعارضه نهايته المحتومة الموت بدون حكم أو قضاء، والمحظوظ من لا يموت ليعيش وحيدا فى غياهب السجون.

كان يرى أن هذا هو الحل الوحيد لينهض بشعب من المتمردين، ويحقق حضارة
تحكيها الأيام والسنين، جد واجتهد وبنى جيشا قويا ونهضة اقتصادية حتى أوشك
على صنع أسلحة ردع كيماوية ونووية، لكن طموحه أوصله للغرور فشعر أن قوته
بلا حدود وأنه يستطيع أن يأخذ ما يشاء وقتما يشاء،
لم يكن يتخيل أن شعبه الذى خرس لسانه لن يثور عليه وتصور أن المال ورغد
العيش الذى عاشه كل عراقى و كل من زار أو عمل بالعراق كاف لتثبيت حكمه
وسلطانه على العراق إلى الأبد لكن لكل شىء نهاية.
لقد وصل به الغرور إلى العمى والطمع، ووصل به القمع والبطش إلى كراهية حتى
أقرب الأقربين له ورغبتهم فى الخلاص منه برغم شدة حبه وولائه لوطنه.
وثق بأعدائه الذين زينوا له السطو على بلد شقيق وشجعوه أن يوسع دائرة قوته
ونفوذه بالسلاح لا بالحب والإخاء والتعاون الاقتصادى المشروع بين الدول.
فهجم على جيرانه الذين استغاثوا بدورهم بنفس العدو لينقذهم من شروره بعدما
أحال بلادهم خرابا ودمارا، فلقد أدرك هذا العدو الماكر قوة البلدين
الشقيقتين أحداهما بالمال والأخرى بالقوة والسلاح وسواعد الرجال فأشعل فتيل
الفتن بينهم وجعلهم يضربون رقاب بعضهم البعض، ثم جاء ليحكم بينهم لينصف
الضعيف ويسلب القوى سلاحه وقوته ويحوله بدوره إلى خراب ودمار وأمراض وشقاء.
يا له من عدو ساذج يحب أنصاف الضعفاء وهاهو يجهز على قائد مغرور ووطن كان
عظيما اسمه العراق لكن ذلك بالطبع ليس كافيا ليروى شهوة الدمار أو ليجهز
على كل أمل للنهضة والوقوف ثانية لشعب العراق،
تظاهر العدو البرىء بإنقاذ شعب من وحش يحكمهم اسمه صدام حسين، وإنقاذ
العالم من سلاح فتاك فى يد ذلك الوحش الذى يحب اللهو بالدماء، فجاء العدو
بجيشه ليحرر العالم بأسره منه.
جاءت الحشود لتقتل الوحش وتحرر شعب العراق من ذلك الكابوس الذى كان يجسم على صدورهم .
فرح الشعب وأقام احتفالات عظيمة وقدم الكثيرين فيه التحية للعدو النبيل الذى جاء يحررهم من البؤس والشقاء.
كان بين أفراد الشعب من ليس فقط يكره صدام حسين لكن كذلك يكره كل من ليسوا
من طائفته، وكل من ليسوا من عرقه لكنهم تناسوا خلافاتهم وكتموا كراهيتهم
لبعضهم البعض،
رحب الشعب سنة وشيعة وأكراد بزحف العدو عليهم ليخلصهم من براثن الوحش الفتاك،
وسرعان ما فرح كل منهم بمفرده،
فبمجرد أن تخلصوا من عدوهم اللدود صدام حسين حتى استداروا لبعضهم البعض،
ووجد كل فريق منهم أن تلك هى الفرصة السانحة التى لا يجب أن تفوت للاستقلال
تحت لواء عصبياتهم وأعراقهم، وسرعان ما فرح كل فصيل بمفرده فقد قدم لهم
العدو السخى المزيد من العروض
بالرفاهية والحرية والمساواة إذا قبل كل فريق أن يصبح دويلة منفصلة بعدما تخلصوا جميعا من عدو اتفقوا على عداوته وضرورة التخلص منه.
وسرعان ما أصبح الشعب ثلاثة شعوب وأقاليم عدة وكل منها يحمل لعرقه وقبيلته
وفصيلة الشعور بالانتماء، وانقسم الوطن الكبير ثلاثة شعوب سنة وشيعة
وأكراد، لم يعد يجمعهم سوى رغبة كل منهم فى التحرر والاستقلال والانفصال،
شعوب ثلاثة تحمل هموما وطموحات مبعثرة متناثرة بعيدة كل البعد عن وطنهم القديم العراق،
الآن وقد أصبح العراق عراقات كثيرة. فهل سعد الشعب وشعر بالحرية؟
هل هو مدين لذلك العدو السخى بهذا المعنى الجميل برغم الجوع والمرض والفقر والقتل والهمجية ؟
هل حقق أفراده أحلامهم بالمساواة والعدل والحرية ؟
ان الحرية وطن وأمان وحب وحضن كبير يضم ،
فهل تعجل الشعب الحرية فرمى بنفسه بين براثن الذئاب فضاع الوطن وضاعت الحرية؟
أخشى أن يأتى يوم أقول فيه كان يا ما كان..... كان فيه مصر،
كان يا ما كان...... كان فيه عرب،
كان يا ما كان.... هناك الكثير من الأحلام ،
ضلت طريقها فضاعت. وضاعت معها أوطان.
معذرة فقد توقف القلم وبدأت الدموع فى الجريان ولا أدرى متى ستتوقف


بدرو

عدد المساهمات : 297
تاريخ التسجيل : 08/11/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى