المنتدى المصري الحر

مرحبا بك زائرنا الكريم في منتداك مستفيدا ومفيدا الرجاء التسجيل أو الدخول
يـــــــــــــارب احفظ مـــــــــصر



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

المنتدى المصري الحر

مرحبا بك زائرنا الكريم في منتداك مستفيدا ومفيدا الرجاء التسجيل أو الدخول
يـــــــــــــارب احفظ مـــــــــصر

المنتدى المصري الحر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الثقة المفقودة!

اذهب الى الأسفل

الثقة المفقودة! Empty الثقة المفقودة!

مُساهمة من طرف بلبل حيران الأربعاء 13 يونيو 2012, 6:25 am

الثقة المفقودة! Scaled.php?server=3&filename=1582161015851610
خيري رمضان
كان موقفاً صعباً وغريباً أعيشه لأول مرة، فبعد أن كنت أدخل المحاكم فى
بداياتى المهنية كمحرر حوادث متابعاً وراصداً وملاحقاً للمتهمين والشهود
والمحامين، أدخل هذه المرة كشاهد فى واحدة من أهم القضايا فى مصر بعد
الثورة، قضية «موقعة الجمل».

نعم، كنت أعرف أن شهادتى ليست ذات قيمة، فأنا لم أكن شاهداً على
«موقعة الجمل» فقد شاهدتها مثل غيرى على شاشات التليفزيون، ولم أتحدث عنها
إعلامياً لأنى كنت ممنوعاً من الظهور أنا وزملائى فى برنامج «مصر النهارده»
على التليفزيون المصرى لمدة أسبوع من يوم 27 يناير.. وشهادتى كانت على
كلام الفريق أحمد شفيق فى حواره معى على فضائية CBC والذى تحدث فيه عن
اتهامات منشورة فى الصحف لجماعة الإخوان المسلمين بمشاركتهم فى ارتكاب
جرائم ضد المتظاهرين، وكنت أؤمن أنه كلام مرسل قد لا يفيد المحكمة فى شىء،
حتى المكالمة التى تلقيتها فى أحد فواصل البرنامج الإعلانية - من الدكتور
ممدوح حمزة - كانت لتأكيد رواية منشورة نقلاً عن صاحب الرواية وهو اللواء
حسن الروينى قائد المنطقة المركزية العسكرية.

حاولت أن أفهم سر هذا الاهتمام بشهادة إعلاميين، كلامهم وما لديهم
مذاع على الهواء، لا يملكون أى أدلة، تلك الأدلة التى عجزت أجهزة الدولة عن
تقديمها لجهات العدالة، فضاعت حقوق الشهداء والمصابين، وما تبقى لهم من
أمل قد يضيع بسبب تباطؤ وتواطؤ وفساد.

ما إن دخلت المحكمة حتى شعرت أنى فريسة، فكاميرات الزملاء تطاردنى:
«نسجل معاك» قل أى حاجة، أى كلمة «عن الشهادة»، ماذا أقول يا زملائى وأنا
لم أدل بشهادتى، حائر بين مقاعد المدعين بالحق المدنى، ممثلى أسر الضحايا،
ودفاع المتهمين، وعن يسارى قفص المتهمين، رموز الحكم السابق، وجوه شاحبة
متلاشية خلف أسلاك شائكة، أسمع اسمى على خجل، فأتلاشى النظر ناحيتهم، سبحان
المعز المذل، أين كانوا بالأمس القريب وأين أصبحوا، محامٍ يهمس فى أذنى:
«دم الشهداء أمانة فى شهادتك»، وآخر «الناس اللى فى القفص دول مظلومين»..
ليت لدىّ شهادة تفيد العدالة، وليت من لديه شهادة أن يراعى ضميره ويتقدم
بها للمحاكمة.

بعد الجلسة فوجئت بصورى على كل المواقع الإخبارية، صور بكثافة وكأنى
بطل من أبطال الموقعة، وكأن مصر خلت من الأحداث وهى على أبواب انتخابات
رئاسية فاصلة.. أعرف أنى وزملائى لسنا بهذه الأهمية، ولكنه نهم الإعلام!

كان صادماً لى ما قرأته فى الصحف التى تابعت شهادتى، فلا معلومة
صحيحة، كلام عكس بعضه، متناقص، كاذب، كلام بلا معنى، حزنت ليس على كلامى،
فلا شىء يضير، حزنت على مهنتى وزملائى، هل وصلنا إلى هذا الحد، المحاكمة
علنية، وزملائى فى القاعة يسجلون ما يقال، فلماذا ما ينشر غير الحقيقة..
وحدها جريدة «التحرير» نشرت ما قلته نصاً، و«الوطن» لم تلحق به فى طبعتها
الأولى، عدا ذلك، أغلب ما نُشر فضيحة.

كل ما سيطر علىَّ هو ما ينشر عن الناس، عن المتهمين والضحايا، ليس
فى هذه القضية فقط، كيف للمواطن أن يحمى نفسه من الإعلام، أن يحافظ على حقه
فى نشر الحقيقة، تذكرت صراخ أطراف عديدة: كل المنشور كذب، ليس له أصل،
نحاول التصحيح ولا أحد يستجيب.. الصحافة المصرية فى أزمة قديمة تسبق الثورة
بكثير وتحتاج منا كأبناء لها أن نراجع أنفسنا، نصحح أخطاءنا قبل أن يفقد
الناس ثقتهم بنا أكثر مما هى مفقودة!


بلبل حيران
بلبل حيران
مشرف مميز
مشرف مميز

الجنس : ذكر عدد المساهمات : 3273
تاريخ التسجيل : 05/09/2011
المزاج المزاج : عال والحمد لله

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى