لقد هرمنااااا، وسئمناااااا، ونفخناااااااا، من كثرة البلالين والحوارات والترهات.

ندخل من بالون اختبار، لنخرج إلى حوار أجوف، نخرج من الحوار الأجوف، لندخل إلى قضية مصطنعة، منها إلى حادثة مفتعلة، وهكذا، دوخيني يا لمونة دوخينيييييييي.

كلما فتحنا موضوعا حيويا يخص خارطة الطريق التي لم تنفذ، ومجلس الشعب الذي لم يشكل، والدستور الذي لم يفعل، والوعود التي قطعت ولم توف – بما في ذلك عربية الخضار وسوق العبور والقصة دي فاكرينها؟ – ، ونتائج المؤتمر الاقتصادي التي لم تظهر، ولم يبد لها أي بشائر، بالرغم مما أنفقناه لاستقبال هذا المؤتمر، وأخيرا كلما تساءلنا عن وجود قواتنا في اليمن في حرب لا ناقة لنا فيها ولا جمل، نفاجأ برد غريب يذكرنا برد عوكل كلما أراد أن يغير موضوعا لا يروق له: وأنت عامل إيه دلوقتييييي؟

فجأة، تقرر أن إسلام البحيري الذي كان يبث برنامجه على مدى ثلاثة أعوام كاملين، يشكل خطرا على الإسلام، ويجب الرد عليه، ومنعه، وحبينا إسلام البحيري، وعشجنا إسلام البحيري، إسلاااااااااام، راح إسلام.

ثم فجأة تقرر أن يظهر أناس يطالبون المحجبات بخلع الحجاب، وعمل تظاهرة هزيلة لهذا المطلب، وفجأة قرر المتدينون أن الإسلام في خطر، وحبينا الحجاب، وعشجنا الحجاب، الحجااااااااب، راح الحجاب.

فجأة تقرر ياسمين النرش أن تطـ… عليهم… أو تشـ….، وحبينا ياسمين النرش، وعشجنا ياسمين النرش، النررررررررش، راح النرش. ثم هل تحفظوا على أموال محمد أبو تريكة لاعب الأهلي السابق أم لا؟ حبينا أبو تريكة، وعشجنا أبو تريكة، أبو تريييييييييكةةةةةةةةةةةة… راح أبو تريكة. وأخيرا وزير العدل وعمال النظافة، وحبينا عمال النظافة، وعشجنا عمال النظافة، النظااااااااااافةةةةةةةة…. راحت النظافة، وهذه الأخيرة ذهبت إلى غير رجعة في هذا البلد العجيب.

في إيه بقى؟ ما تكلمونا زي ما بنكلمكم.

أقدر بالطبع أن من يحكم البلاد الآن كان في يوم من الأيام رئيسا للمخابرات الحربية، ويبدو أن عمله في المخابرات الحربية لم يكن تكليفا بقدر ما كان هواية. سيادة رئيس الجمهورية، ووزير الدفاع السابق، ورئيس المخابرات الحربية الأسبق، يحب المخابرات الحربية، يحب هذا القسم، ويعشق هذه المهنة بالتحديد، بكل ما تحمله من إثارة ومتعة وتشويق. هذا واضح وباد للعيان من طريقة حكمه للبلاد. الرجل يدير البلاد كما كان يدير المخابرات الحربية تماما: إذاعة مكالمات، اتهامات بالعمالة والخيانة، ابتزازات، شائعات، بلالين اختبار، افتعال قضايا هامشية للإلهاء عن القضية الرئيسية. أعرف الخطة الأخيرة لكثرة قراءتي لسلسلة “رجل المستحيل” في فترة مراهقتي: أن تخلق عملية موازية تلهي بها العدو، بينما تقوم أنت بالعملية الحقيقية، كأن ترسل عنصرا خادعا ليراقبه العدو بعدها ترسل عنصرك الحقيقي أثناء انشغال العدو بمراقبة العنصر الخادع.

بس إحنا مش العدو يا ريس.

أين خارطة الطريق؟
أذكر فيما أذكر أن خارطة الطريق كانت تشتمل على إدماج الشباب، وميثاق الشرف الإعلامي، ولا أعلم أين هم الشباب، وأين الشرف في ذاك الإعلام المقزز الذي لا يمت للشرف بصلة، وأين مجلس النواب؟ هاه؟

كان من المفترض انتخاب مجلس الشعب، ثم تعطلت الانتخابات لأسباب قانونية، بالرغم من أن خارطة الطريق تنص على سرعة إنجاز قانون الانتخاب الخاص بمجلس الشعب، ثم اقترح السيد رئيس المخابرات الأسبق أنه: بلا خوتة بقى إحنا لسه حنقعد ننقي؟ أنتم تعملوا قائمة واحدة والناس تصوت عليها بنعم أو لا.

الراجل عايز يرحينا يعني. ولا أعلم لماذا لم يقترح أن يلبس أعضاء القائمة الواحدة زيا موحدا؟

ثم إن الشعب صوت على الدستور بأغلبية ساحقة. أين هو الدستور؟ لماذا لا يتم تفعيله؟

لإننا نحتاج إلى برلمان يفعله.

طيب أين هو البرلمان؟

ما تعملوا قائمة واحدة…

قائمة واحدة إزاي؟

اسكتوووووا.. مش الولا إسلام البحيري بيشكك في الثوابت؟

يا راجل؟
البخاري؟

آه وربنا الإسلام في خطر.

لا واحنا ما نرضاش الإسلام يبقى في خطر…

طيب يا ريس بالنسبة للمؤتمر الاقتصادي. أين هي نتائج المؤتمر الاقتصادي؟ هاه؟ لقد أنفقنا أموالا طائلة على هذا المؤتمر، ونحن في أمس الحاجة لكل مليم، بل إننا نعيش على التسول من دول الخليج التي اشترت لنا ستة لوليتا لومبيكا وعزمتنا على هابي ميل من ماك وبتوصلنا بعربيتها، وفاجئتنا إنها عايزانا نحارب معاها في اليمن. وأنت عارف يا أسامة أنا مش حمل اللي أنا اتصدم تاني.

– نتائج المؤتمر الاقتصادي لن تظهر بين يوم وليلة، ومجرد انعقاد المؤتمر الاقتصادي، واستقبال الوفود، هو نجاح في حد ذاته!

يا سلاااااااااااام… وماذا عما أنفقناه في هذا المؤتمر؟ أنت عارف الفلوس اللي رميتها في المؤتمر دي تجوز شارع بحاله، ده في جوازات بتقف على باكو.

– اسكتووووا… مش في ناس عايزة تقلع الستات الحجاب؟

يا راجل؟

آه وربنا.. وعاملين مظاهرة وعايزين يقلعوا نسوانا.. نسوانا في خطر.

لا وإحنا ما نرضاش إن نسوانا تبقى في خطر.

طيب بالنسبة لقواتنا في اليمن. نحن نخاف حقا من وجود هذه القوات في اليمن، خصوصا أن لنا تجربة فاشلة هناك، وكلنا يعلم إننا ذاهبون إلى حرب لا تخصنا مجاملة لدول الخليج التي اشترتنا بالستة لوليتا لومبيكا، والهابي ميل، والستيبر اللي جابتهولنا من شهاب. ونخشى من نزول قوات مصرية برية
آه وربنا.. بيشكك في البخاري.إلى اليمن لأن ذلك يعني موت محقق لقواتنا، خصوصا أننا نعاني من عدم استقرار في شبه جزيرة سيناء، بل إنك يا سيادة الرئيس اعترفت بأن سيناء لم تعد تحت السيطرة الكاملة المصرية، أنت قلت ذلك، وهذا كلام مقلق. ونحن لا نريد أن نشارك في هذه الحرب، إنها حرب مصالح بين إيران والسعودية، بينما تلعب بهما الولايات المتحدة الأمريكية لتخدم مصالحها، أما نحن فمجرد كومبارس.

– لا إزاي؟ وباب المندب؟

يعني باب المندب ده ظهر فجأة؟ ما طول عمره موجود ما روحناش قبل كده ليه؟

– بس بس.. شوفتوا ياسمين النرش عملت إيه؟ أهانت ضابط، شوف شوف الفيديو

هههههه.. آه بصراحة فيديو يضحك.

– دي تاجرة مخدرات

لا يا شيخ… شكل القضية ملفقة.

طب بالنسبة للإرهاب في سيناء. الوضع يتفاقم ويبدو أن الحلول الأمنية غير ناجحة.

شوفتوا البامية؟

– مالها البامية؟

غليت قوي..إن شالله عننا ما كلنا بامية.

أبو تريكة فلوسه اتصادرت..

لا ما اتصادرتش.. لا اتصادرت.. لا ما اتصادرتش..

وزير العدل شتم عمال النظافة، أقلناه، كويس، لا مش كويس.
نعين الزند وزير للعدل ، يحيا العدل ، ويحيا ابوها يحيا
إيييييييييييييييييييييييييييييييييييييه؟ إيه؟ إيه؟ إيه؟ إيه؟

أكلت دماغنا.. أكلت دماغنا.

أنت ما عندكش أخوات بلاستيك؟ إن كان الرئيس يحب العمل في المخابرات إلى درجة إنه يعتبر الشعب هدفا ويمارس عليه كل ما تعلمه في المخابرات، فليعد إلى عمله في المخابرات بدلا من لعب البخت في رؤوسنا.

نحن لسنا الهدف، وأنت لم تعد رئيسا للمخابرات.. أنت رئيس الجمهورية( ولا لسه مش مصدق !!!) واجب عليك الالتزام بما تعهدت به وعدم الانفراد بالحكم بهذا الشكل الإلهي. آه والمصحف.