لقيت زيارة الشكر والتقدير للمملكة العربية السعودية التي اختتمها اليوم رئيس الوزراء الدكتور حازم الببلاوي والوفد الوزاري المرافق، أصداء إيجابية في كل الأوساط الرسمية والشعبية السعودية وعبرت مصادر سعودية ومصرية لـ"بوابة الأهرام" عن سعادتها بهذه الزيارة التي تعتبر تقديرًا للمملكة ولخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على الدور الحاسم السياسي والاقتصادي منذ بداية التطورات التي وقعت في مصر اعتبارا من ثورة 30 يونيو ومابعدها.

وقالت المصادر، إن الموقف السعودي كان موقفا حاسمًا وقويًا في دعم التحرك المصري وفي التجاوب مع مشاعر الشعب المصري الذي نزل فى 30 يونيو، مطالبًا بالتغيير، ولاننسى أن الشعب المصري واع تمامًا للدور السعودي، فقد كانت أول برقية من خادم الحرمين يوم 3 يوليو تصل لمصر لتهنئة المصريين بما تحقق، وكانت هذه البرقية عظيمة في محتواها ثم ايضا بيان خادم الحرمين بعد فض اعتصام رابعة حيث كان بيانًا حاسما أيضا في رده على الهجوم الذي تعرضت له مصر من الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية وموقف الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية خلال جولته الأوروبية وزيارته لفرنسا لدعم مصر وشرح وجهة النظر الصحيحة لهذه الدول.

وقالت مصادر سعودية، إن التأييد السعودي للموقف المصري مستمر ومتواصل في إدانة العنف والإرهاب ومساندة مصر سياسيًا واقتصاديًا وكل هذه المواقف عندما تأتي من دولة لها وزن كبير كالسعودية يعتبر سندا حقيقيا لمصر.

وأوضحت أن زيارة رئيس الوزراء تعتبر الثانية للمملكة بعد زيارة الرئيس منصور منذ عدة أشهر بهدف تقديم الشكر والتقدير وأيضا لاستكمال التعاون والدعم لمصر وكل التصريحات من سمو ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز، وكبار الأمراء والمسئولين السعوديين وتعليقات الصحف السعودية، تؤكد هذا الاهتمام حيث أن موقف السعودية تجاه مصر يتمثل في إدراكها للمخاطر المحيطة بالمنطقة وأن دعم مصر مهم لتبقى على قوتها وعلى تماسكها مما يدعم الحالة في المنطقة كلها.

واعربت عن ثقتها بان زيارة الببلاوي للرياض تعتبر علامة ومؤشر من السعودية التي ترى الآن أن مصر بدأت تتعافى وانها في الطريق الصحيح ومن هنا ستبدأ الاستثمارات الاقتصادية في العمل لأن الاستثمار لا يتم في حالة مضطربة ولذلك فإن السعودية بدأت ترى أن مصر وضعت على الطريق الصحيح وأنها تتعافى وبالتالي اصبحت البيئة مهيئة للاستثمار ومن ثم فهذه الزيارة تعتبر خطوة أخرى للأمام لزيادة الاستثمارات.

وفي هذا الجانب يقول الدكتور عبدالله بن محفوظ رئيس مجلس الأعمال السعودي المصري لـ"بوابة الأهرام" أنه لمس خلال لقائه مع رئيس الوزراء مساء أمس بوادر انفراجة لدعم المستثمرين السعوديين وقال إن وزير الاستثمار أبلغنا أن هناك قرارات ستصدر خلال 10 أيام وستحدث نقلة نوعية عظيمة في الاستثمارات القائمة والمستقبلية، مشيرًا إلى أنه لم يتطرق الى بعض الاستثمارات السعودية المتعثرة مؤكدًا أن أي تعديل في قانون الاستثمار سيحل أي مشكلات مستقبلية أو حالية وهذا ما نأمله.

وأشار بن محفوظ إلى أننا تطرقنا إلى أن مصر خرجت بعد التصويت على الدستور وإقراره وفي انتظار انتخابات الرئاسة من القناة الضيقة إلى الفضاء الأوسع وقد صبر الشعب ونال النجاح الكبير وقد آن الأوان ليجنى المستثمرين ايضا النجاح والحصول على نتائج طيبة على أرض الواقع، مؤكدًا أنه قال لرئيس الوزراء أن مصر فيها خير عظيم.

وأعرب بن محفوظ عن تفاؤله بما سمعه من السيد رئيس الوزراء ووزير الاستثمار وقال إن ماسمعناه جعلنا نخرج في سعادة بالغة ليس للاستثمار ولكن لمصر فطالما مصر بخير فالدول العربية والخليجية خاصة بخير ونعمة.

ومن جانبه أعرب الدكتور سعيد يحيى رئيس الاتحاد العام للمصريين في السعودية ونيابة عن أبناء الجالية المصرية في السعودية عن فائق الامتنان والتقدير لموقف المملكة الداعم لمصر ولاستقرارها لتجاوز الظروف الاقتصادية الراهنة، وقال إن هذا مايعكس رسوخ ومتانة هذه العلاقات بين البلدين .

وأضاف أن زيارة رئيس الوزراء الناجحة لمصر تعكس مدى التقدير والإعزاز الذي يكنه شعب مصر والحكومة المصرية لموقف ودور المملكة السياسي والاقتصادي تجاه مصر مما يطمئن الشعب المصري على الانطلاق لافاق التقدم والازدهار وعودة مصر إلى مكانتها الطبيعية بين أشقائها العرب.