وزير الإعلام صلاح عبدالمقصود


حالة من الذهول والغضب الشديد أصابت صناع 3 مسلسلات، أصدر وزير
الإعلام قرارا بمنع عرضها على التليفزيون المصري قبل أيام وهي "الحارة،
وموعد مع الوحوش، والجماعة" وأكدوا جميعا أن سبب غضبهم ليس في أهمية العرض
على التلفزيون المصري بقدر غضبهم من القرار نفسه معتبرين أنه قرار تعسفي
وتجاوز على الفن والإبداع.

وقال أيمن عبد الرحمن مؤلف مسلسل موعد مع الوحوش: " إذا كان لهم
مبرر في منع عرض الجماعة في أنه يتحدث عن سلبياتهم فما مبررهم لمنع مسلسل
موعد مع الوحوش، الذي يبرز فساد رجال النظام السابق، وليس لي مبرر في ذلك
إلا أحد سببين إما أن النظام الحالي تواطأ مع النظام السابق لدرجة أنه لا
يريد أن يظهر عيوبه، وإما أنهم يقمعون شخص صناع المسلسل لأنهم شاركوا في
الثوره".

ويضيف أيمن "يؤسفني وأنا ممن شاركوا في الثورة أن أقول أننا كنا
نتمتع في ظل النظام السابق بديمقراطيه تفوق التجاوز الذي نعيشه حاليا مئات
المرات من النظام الحالي".

وتفاجأ الفنان عزت العلايلي والذي شارك في مسلسل موعد مع الوحوش
والجماعة من القرار قائلا "دي كارثة سودا وحجب للحريات واضح وصريح، وأطالب
وزير الإعلام بضرورة توضيح موقفه الذي بني عليه هذا القرار فنحن في بلد
حريات ولسنا في بلد تسير حسب المزاج".

واستنكر المنتج عصام شعبان القرار قائلا "موعد مع الوحوش حدوته
إنسانية ليس لها دخل بالدين ولا نصها خارج حتى تمنع من العرض ومعنى منع
مسلسل من العرض هو حجب حق الاتحاد من استرداد أمواله التي شارك فيها
بالإنتاج وعرض هذه المسلسلات يعيد له هذه النقود من خلال الإعلانات ثم بأي
حق يتم منع عمل أجازته الرقابة وتم عرضه من قبل".

وعلق المخرج أحمد عبد الحميد، على القرار ضاحكا "أمام مثل هذه
القرارات يكون أصوب الحديث هو الصمت فلا تعليق عندي لأن المناقشه غالبا
تكون عبث مع من لا يسمعون فالمسلسلات الثلاثة في النهاية ليس بها أي شيء
حتى يتم منعها باستثناء الجماعة لو قلنا أنه يهاجمهم فقد كانت هناك العديد
من المسلسلات التي هاجمت النظام السابق، ولم يجرؤ على منعها، وأقول لوزير
الإعلام إذا كان هذا القرار صحيح ليس من حقك أن تمنع عمل أجازته الرقابة
لأن هذا حجر علي حرية الفن والإبداع".

وجاء تعليق النجم خالد صالح مليئا بالسخرية من القرار حيث قال ضاحكا
"يا نهار أبيض، لو كان هذا القرار صحيحا سيضطرونا لمشاهدة المسلسل علي
الإنترنت بعدما حجبوه عن العرض في التليفزيون وهذه مشكلة خطيرة".

وتابع بلهجة جادة ورصينة قائلا "الفن ذو أجنحة ولا يمكن لأحد حجبه،
ولا الحجر عليه، ومثل هذا القرار لا يمكن أن يطبق لأنه غير صائب وغير
عادل".

في الوقت نفسه طالب المؤلف وحيد حامد، الوزير قائلا "قبل ما تمنعوا
المسلسلات فعليكم أولا سداد التلاتين مليون جنيه اللي عليكم وبعد كده
امنعوا لو حبيتوا".

وهدد الفنانون بعمل وقفه احتجاجية وتصعيد الأمور لو تطلب الأمر ذلك،
ولم تنفذ مطالبهم التي تتمثل في ضرورة الرجوع عن القرار وعدم التعرض للفن
والإبداع إلى جانب إقالة وزير الإعلام، مطالبين بضرورة الإفصاح عن السبب.

وعلق سامح عبد العزيز مخرج مسلسل "الحارة" قائلا: بصراحة انا أول
مرة أسمع هذا الخبر خاصة أن المسلسل ليس له صلة بالتطرف الديني أو الجماعات
الإسلامية، وعلى العموم "هما الخاسرين" وبعيدا عن مسلسل "الحارة" مع الأسف
التليفزيون المصري فقد ريادته الإعلامية تماما، حتى أن الشعب المصري لم
يعد يشاهد أي قناة على التليفزيون، وللأسف التليفزيون كان بدأ في العودة
إلى مجده الإعلامي في الفترة التي تولى رئاسة الاتحاد المهندس أسامة الشيخ،
إلا أنه وللأسف، ولأنه كان يعمل بإخلاص ومهنية عالية كان مصيره السجن.

واعتبر الناقد طارق الشناوي أن القرار يعد "ردة" واضحة ويقول "هذا
القرار يعد ردة واضحة وصريحة، وتراجع معلن عن حرية الفن والإبداع، وأنا أرى
أن وزيري الإعلام والثقافة ينفذان أجندة الإخوان فالأول ينفذها بشكل واضح
والثاني ينفذها بشكل غير معلن، وعلى وزير الإعلام الاستقالة بل من الأولى
على الدولة إقالته حتى وإن تراجع عن هذا القرار؛ لأن هذا هو الحل الوحيد
أمام النظام لإثبات عدم تورطه في مثل هذه القرارات الخاطئة، فأنا من وجهة
نظري هذا أسوأ قرار تم اتخاذه في الفترة الأخيرة".