المنتدى المصري الحر

مرحبا بك زائرنا الكريم في منتداك مستفيدا ومفيدا الرجاء التسجيل أو الدخول
يـــــــــــــارب احفظ مـــــــــصر



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

المنتدى المصري الحر

مرحبا بك زائرنا الكريم في منتداك مستفيدا ومفيدا الرجاء التسجيل أو الدخول
يـــــــــــــارب احفظ مـــــــــصر

المنتدى المصري الحر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كاذبون

اذهب الى الأسفل

كاذبون Empty كاذبون

مُساهمة من طرف بلبل حيران السبت 31 ديسمبر 2011, 12:43 pm

كاذبون Nawara_najm-120x158


لمن يسألون عن موعد المقتَلة المقبلة، فهو فى المرحلة الثالثة من
الانتخابات، لمن يتساءل عن السبب، فلا أعلم بالتحديد، وسيكشف الله فى يوم
من الأيام أسباب تقديم هذه القرابين الدموية قبيل المراحل الانتخابية، كما
كشف لنا أسباب تورط النظام البائد فى تفجير كنيسة القديسين.


أما عمن تساورهم الشكوك حول ما إذا كانت التيارات السياسية المشاركة فى
الانتخابات، وبالأخص التيارات الإسلامية، على علم مسبق بذلك التدبير،
فالله تعالى أعلى وأعلم، لكنهم فى كل الأحوال متهمون، وقتلة، وأيديهم
ملطخة بدماء أنقى شهداء مصر على الإطلاق، ولا يشفع لهم الجهل أو الخوف أو
الهبل أو الاستهبال، خصوصا مع مواقفهم المخزية التى أوغلت فى الدماء
والأعراض بلا رهبة من يوم الموقف العظيم الذى سيسألون فيه عن أنفس بريئة
معلقة فى رقابهم، ولن يشفيهم التجرع من كأس النصر السياسى وإن ثملوا،
وستأتى اللحظة التى يصرخون فيها كما صرخ أوديب حين اكتشف أنه قتل أباه
وتزوج أمه: يا ويلتى.. ما أفدح انتصارى.


تفنيد المنطق المنحط الذى يمجد القتل وهتك الأعراض ليس مهمتى فى هذا
التوقيت، فقد مررت بأهوال نفسية حتى أتعافى من آثار آلام حفرت فى قلبى ولن
تنسى مهما طال الزمن، خصوصا أن عديدا من الشرفاء بحق قام بدور محامى
الشهداء والمصابين والمنتهَكين، وسيجزيهم الله على كلماتهم ما يليق بهم من
صحبة الشهداء ومددهم، أسأل الله أن يرزق كل من نافَح عن منكوبى العسكر
والساسة البصيرة، وأن يحشرهم مع الأخيار بشفاعة الشهداء. لكننى أود أن
ألفت الانتباه إلى خطورة ترديد عبارة «معركة عبثية»، وهى عبارة صدرت من
الأحباء والمساندين. لو يعلم الله أن شهداءنا ذهبوا فى معركة عبثية ما
كرمهم ذلك التكريم الذى رأيته وسمعته وشممته بكل حواسى.


يرغب القتلة فى إخضاع جموع الشعب وتخويفهم والتنكيل بهم وكسر إرادتهم
وكرامتهم بإدخالهم فى معركة يظنونها عبثية، يعمِلون قتلا فى الناس وهتكا
لأعراض نسائهم. يفعلون ذلك قبيل المراحل الانتخابية حتى تخطو السلطة
الجديدة فوق الدماء وتتمكن من إحكام السيطرة على تلك الملايين التى عقدت
العزم على أن ترفع رأسها فوووووق… أنت مصرى. أو كما قال الشاعر تميم
البرغوثى: رزق الملوك الخوف/ من غيره يندثروا. ذلك الإنهاك المنظم
والممنهج للقوى الثورية على الأرض، وهذه «المرمطة» ليس لها أى هدف سوى
«تحمير العين» حتى يرتعد الناس، ويرتبط نزولهم إلى الشارع فى الوعى الجمعى
بالقتل والهتك، وليس أدل على ذلك من المقولة التى تم ترديدها، بشكل مكثف،
عن أطهر فتاة فى مصر، التى قام جيش الاحتلال بتعريتها: وهى إيه اللى
نزلها؟


بالضبط.. «وهى إيه اللى نزلها» هو بيت القصيد، وكل من ردد هذه الجملة،
بعلم أو جهل، هو هاتك للعرض، قاتل، سفاح، مجرم، حيث إنه يحقق الهدف الذى
من أجله سُفكت الدماء وانتُهكت الأجساد، الرسالة: حتنزل حنعمل فيك كده.
ومن ثم، فإن الصمود أمام الجحافل المعتدية، والثبات برغم القتل والانتهاك
هو النصر المؤزر، وليس هناك نصر سواه: طب حانزل ومش خايف يتعمل فيّا كده..
ومش حتكسرنى. انتهت المعركة لصالح الثوار.


من مات دون أرضه فهو شهيد، من مات دون عرضه فهو شهيد، من مات دون ماله
فهو شهيد، إلا أن الشهيد فى سبيل الله هو من قتل «لتكون كلمة الله هى
العليا»، أى أن الاستشهاد والصمود فى سبيل المكاسب الدنيوية والمادية
والسياسية هو درجة من الشهادة، لكن الشهادة الحق تكون فى سبيل كلمة.
الكلمة هى كلمة الله، والله ليس عادلا ولكنه العدل، وليس «حقانيا» ولكنه
الحق، والكلمة مكسب معنوى، لا يراه إلا أصحاب البصيرة. الكلمة فى مواجهة
الكلمة، كلمة العسكر: أنا فاجر.. ورّينى نفسك. وكلمة الثائر: أنا أهو..
شفتنى؟ لذا، فمن العبثية ادعاء بأن المعارك الفائتة كانت عبثية، هى عبثية
طالما أن المعتدى يقتل ولا يجد من يتصدى له، إلا أنها تحمل أرقى المعانى،
وتزف أرفع الشهداء منزلة فى اللحظة التى يقرر فيها المعتدَى عليه أن لا
يهرب من المواجهة، فى هذه اللحظة يصبح كل هارب مهزوما، وكل قابع فى بيته
متخاذلا، وكل مساند للمعتدى أو مبرر لصنائعه قاتلا موغلا فى الدم، وكل
مساند لأصحاب التبريرات والتعليلات مساندا للقتل، وكل من لا يرى انتصار
الشهداء على القتلة فاقدا للبصيرة، مسكينا، محبوس الروح.


من يسخر من تعبير «ثورة كرامة»، هو يسخر من دماء الشهداء من الفقراء
والأطفال والشيوخ والشباب وعلماء الدين الذين تركوا السعى على الرزق
لمواجهة الظلم، لا يحملون أى أجندات ولا يمتلكون أى حسابات، اللهم إلا ما
قاله الحداد الأمى المصاب: الافترا وحش، وربنا مايرضاش بالظلم
.





بلبل حيران
بلبل حيران
مشرف مميز
مشرف مميز

الجنس : ذكر عدد المساهمات : 3273
تاريخ التسجيل : 05/09/2011
المزاج المزاج : عال والحمد لله

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى