جميع أنواع الحلوى

مثقفون كاذبون.. ويد ملوثة بالدماء Editor234

بقلم : شريف عبدالغني

(1)
دارت رأسي وأنا أشاهد نفرا منهم يبتسم وينصت لقائد الانقلاب الدموي، بعدما تفضل عليهم مؤخرا بلقاء.
خبطت جبهتي بيدي، وتساءلت: هل هؤلاء هم حقا من أثروا عقولنا بقيم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان؟!
ألم يشعرون بلحظة تأنيب ضمير وهم فرحون بمصافحة يد ملوثة بدماء آلاف الأبرياء، وبإشارة منها يتم دهس كل قيم الحرية وحقوق الإنسان بواسطة أجهزة أمنية محترفة في القتل والتعذيب؟!
أعيتني الحيل في تفسير سلوكيات مثقفينا حماهم الله، ونتعهم بالسلامة من حالة «العسكرة» التي تتلبسهم كلما اقترب منهم كابوس الديمقراطية. وقتها يصيبهم مس من شيطان الديكتاتورية.
(2)
جنون النخبة المصرية ضد كل من يخالفها في الرأي، خاصة الإسلاميين وصل حد اللا عودة.
لما فشلوا في كل الانتخابات التي خاضوها على مر تاريخهم، خاصة بعد ثورة 25 يناير التي شهدت انتخابات لا يختلف على نزاهتها أحد، لم يجدوا إلا لحس بيادات الجنرالات.
هناك سؤال وجيه ربما لم يسأله أحد من قبل، في ظل الصوت العالي لتلك النخبة المزعومة: هل هم نخبة أصلا؟ ومن أعطاهم هذا اللقب؟ ولماذا صادروه لصالحهم؟!
يعرفون النخبة بأنها التي «تقود البلد نحو الرقي والتحضر والديمقراطية». السؤال إذن: هل هم فعلا قادوا البلد نحو الرقي والتحضر والديمقراطية.. أم هللوا ووقفوا إلى جانب من يقودها إلى التخلف والهمجية والديكتاتورية؟!
الحقيقة أن هناك نبرة تعال غير مبررة، وروح استعلاء ليست منطقية عند الغالبية العظمى من مثقفي مصر المزعومين، تجاه أبناء التيار الإسلامي. ويصل الشطط ببعضهم إلى التعالي على الإسلام نفسه. في الجلسات الخاصة تسمع منهم ما لا يمكن كتابته هنا عن الأديان والمتدينين. أما عن نظرتهم لجماعة الإخوان المسلمين تحديدا، فلا تزيد عن كونهم مجموعة كائنات بدائية إرهابية يجب سحقهم، ودهسهم بأحذية الجنرالات، وأنه من العار -كما كتب أحدهم- تركهم يتناسلون ويتكاثرون، وكان يجب سحقهم من المهد في جحورهم!!
(3)
قبل هذا وبعده، هل النخبوية فقط أن أبث أفكارا عظيمة على صفحات الصحف والكتب أو في الفضائيات، ثم أكون أنا أول من يخالفها. مثقفو ونخبة مصر يفعلون عكس ما يقولون. وما موقفهم من الانقلاب الدموي، وتهافتهم للارتماء في أحضان الانقلابيين، ودعواتهم العلنية إلى سحق معارضيهم إلا دليل كاشف عن كرههم لصناديق الانتخابات، كونهم يعرفون أنها ستأتي بالأكثر قربا من الشارع وهموم الناس، بينما هم يناضلون إما على المقاهي أو في أستديوهات الفضائيات.
وتعالوا نسأل مرة أخرى: هل النخبة المزعومة قادت مصر نحو الرقي والتحضر والديمقراطية؟
لقد كانت لديهم فرصة لدخول التاريخ لو وقفوا ضد الانقلاب، وساروا في الشوط الديمقراطي حتى نهايته، وأسقطوا محمد مرسي أو غيره بالوقوف في طوابير التصويت، وليس بتفويض الجنرال والدبابة لإسقاط من اختارته الجماهير حاكما.
(4)
إن محمد مرسي «الإقصائي» كما يصفونه، لم يقص أحدا، بينما هم ليل نهار ينادون بإقصاء الإسلاميين تماما من المشهد. كما أن مرسي «مكمم الأفواه» لم يغلق فضائية واحدة ممن ظهرت خصيصا لتجييش الناس ضده، ولم يوقف إعلاميا ممن تزداد مكافآتهم كلما زاد سيل مجاري شتائمهم نحوه، بينما سادة «الجمهورية الجديدة» وتحت أعين وسمع النخبة الفاشلة نسفوا تماما شيئا اسمه «الرأي الآخر» وأدخلوا مصر عصر الظلام الحقيقي.

أشهى المأكولات

جميع أنواع الحلوى

دليل مدارس وصيدليات ومستشفيات المطرية

مثقفون كاذبون.. ويد ملوثة بالدماء

مثقفون كاذبون.. ويد ملوثة بالدماء