حكايات مرعبة للشباب: أدهم الملّاح
صفحة 1 من اصل 1
حكايات مرعبة للشباب: أدهم الملّاح
جلست على سلم نقابة المهن التمثيلية وقد انهكت الهتافات التى رجت ارجاء الشارع كله والهبت حماس المعتصمين جسدى وقضت على قوايا الجسدية كلها.. تحسست جيوبى بحركة رتيبة اعلم نهايتها.. لأ معيش سجاير كالعادة من إمبارح.. بدوّر على إيه أنا؟ حركة تلقائية اشبع بها ما تبقى من كبريائى قبل ان اتجه للكشك الكائن بالشارع المقابل للإعتصام الذى ما رآنى صاحبه حتى تأفأف فى ضيق شديد.. عندك فرط يا حاج؟ لأ معندناش سكتك خضرا.. لملمت جنيهاتى وحمدت الله ان الفرط خلص من عنده.. اصل لما اصرفهم دلوقتى الصبح هفطر منين؟ توجهت عائدا للإعتصام باحثا عن اى شاب صغير ورور يعتبرنى قائد من قادة الثورة الفنية المسرحية.. بس لقيته.. شاب مفلفل شعره البنى وشكله ابن ناس.. هرول إلي مسرعا واخرج علبة سجائره التى قد تجعلنى اعيش ملكا لمدة 24 ساعة كاملة وعزم عليا بسيجارة لم تستغها رئتاى التى اعتادا على الكليوباتر وخشبها..
تأملته وتذكرت وقت ان كنت شابا ورورا مثله، بالتأكيد ليس بنفس درجة الغنى ولكنها كانت مستورة اكتر من دلوقتى بمراحل كبيرة.. لا اتذكر بالضبط الوقت الذى قررت صعلكتى ان تستولى على حياتى.. فلم أكمل شهادتى الجامعية وبلغ حبى للفن منتهاه وقررت ان الفن هو كل حياتى.. وان بالفن سأرتقى لأعلى درجات المجتمع وعند إدراكى ان كونى ممثل مسرح صعلوك ذو فكر ثورى غاضب على كل وأى نظام مش هيأكلنى عيش كان قد فات الأوان لإستعادة ما كان..
لم تكن لى وظيفة حقيقية، ولم يعلم احد قط ما هى وظيفتى الحقيقية.. فقط مساعد مخرج كانت كفيلة بجلب الإحترام الكافى انى اكمل قعدتى وانجعاصى واتكلم عن المسرح وكيفية استرجاع دوره وان يصبح له جمهوره زى زمان.. السلفة والسمسرة اصبحا اسلوب حياتى، مصلحة اخلصها لحد فى النقابة بخمسين جنيه تبقى بقدرة قادر بـ100 جنيه.. استلفت من طوب الأرض حتى لم اعد اتذكر من هم دائنينى اصلا واصبح مرض والدى وبعض قدراتى فى التمثيل هو الشماعة التى انقذتنى مرارا وتكرارا من زنزانة قد تكون الحياة فيها اكرم لى من خارجها..
كانت احلى لحظات حياتى هى اوقات الإعتصامات والإحتجاجات فقد كنت هناك دائما وابدا فى الصف الأول قائد للهتافات التى اصبحت هى ستارى وحمايتى من تأنيب ضمير مات.. فقط يصحو احيانا لتنغيص عليا عيشتى اكتر ما هى متنغصة، كانت تلك الأوقات هى الموسم زى ما بيقولوا!
"ملعون أبو دى بلد بتقتل ولادها بالحياة".. قلتها وسط جموع المعتصمين فى النقابة ثم شردت للحظات تعالى فيها التصفيق الحاد والإشادة بحماسى وحبى للفن والمسرح..
شردت فى حساب عدد اكواب الشاى التى شربتها لمدة لا تقل عن خمسة سنوات ولم أدفع ثمنها واضطررت للكذب تاركا القهوة مسرعا للحاق بوالدى الذى كان دائما وابدا فى المستشفى بسبب مشاكل قلبية رغم انه توفى منذ ان التحقت بالجامعة.. شردت في كم الأماكن التى تركتها غصبا وقهرا بسبب ارتياد الدائنين عليها وفضحهم لكل مديونياتى.. شردت في "نسمة"تلك الفتاة الغنية الرقيقة التى قررت ان تحب المسرح من أجلى وان تعتصم من اجل قضية لا تعرف عنها شيئا فقط من أجلى.. شردت فى عدد المرات التى ذهبت إليها باكيا شاكيا من الظروف والحياة.. شردت فى عدد المرات التى ترقرقت فيها عيناها وهى تقرضنى اموالا لم ولن تستعيدها ابدا.. شردت فى ابى رحمه الله وحبه للفن والمسرح الذى اضطر والدتى للإنفصال عنه حتى مات وحده ليلا على قهوة التجارية التى اجلس عليها ليلا كل مساء وحيدا ايضا..
شردت حتى استيقظت من شرودى على الشاب الورور وهو يبلغنى بنفاذ اللافتات والمطبوعات الخاصة بمطالب الإعتصام لتوزيعها، نظرت إليه لعدة ثوان ثم قلت له "هات 200 جنيه لحد ما اسحب فلوس وساعة وهتكون الحاجات عندك" نظرت إلى الورقة ذات المائتى جنيه وأنا اعلم تماما اننى لن اصرف منها إلا خمسين فقط!
تأملته وتذكرت وقت ان كنت شابا ورورا مثله، بالتأكيد ليس بنفس درجة الغنى ولكنها كانت مستورة اكتر من دلوقتى بمراحل كبيرة.. لا اتذكر بالضبط الوقت الذى قررت صعلكتى ان تستولى على حياتى.. فلم أكمل شهادتى الجامعية وبلغ حبى للفن منتهاه وقررت ان الفن هو كل حياتى.. وان بالفن سأرتقى لأعلى درجات المجتمع وعند إدراكى ان كونى ممثل مسرح صعلوك ذو فكر ثورى غاضب على كل وأى نظام مش هيأكلنى عيش كان قد فات الأوان لإستعادة ما كان..
لم تكن لى وظيفة حقيقية، ولم يعلم احد قط ما هى وظيفتى الحقيقية.. فقط مساعد مخرج كانت كفيلة بجلب الإحترام الكافى انى اكمل قعدتى وانجعاصى واتكلم عن المسرح وكيفية استرجاع دوره وان يصبح له جمهوره زى زمان.. السلفة والسمسرة اصبحا اسلوب حياتى، مصلحة اخلصها لحد فى النقابة بخمسين جنيه تبقى بقدرة قادر بـ100 جنيه.. استلفت من طوب الأرض حتى لم اعد اتذكر من هم دائنينى اصلا واصبح مرض والدى وبعض قدراتى فى التمثيل هو الشماعة التى انقذتنى مرارا وتكرارا من زنزانة قد تكون الحياة فيها اكرم لى من خارجها..
كانت احلى لحظات حياتى هى اوقات الإعتصامات والإحتجاجات فقد كنت هناك دائما وابدا فى الصف الأول قائد للهتافات التى اصبحت هى ستارى وحمايتى من تأنيب ضمير مات.. فقط يصحو احيانا لتنغيص عليا عيشتى اكتر ما هى متنغصة، كانت تلك الأوقات هى الموسم زى ما بيقولوا!
"ملعون أبو دى بلد بتقتل ولادها بالحياة".. قلتها وسط جموع المعتصمين فى النقابة ثم شردت للحظات تعالى فيها التصفيق الحاد والإشادة بحماسى وحبى للفن والمسرح..
شردت فى حساب عدد اكواب الشاى التى شربتها لمدة لا تقل عن خمسة سنوات ولم أدفع ثمنها واضطررت للكذب تاركا القهوة مسرعا للحاق بوالدى الذى كان دائما وابدا فى المستشفى بسبب مشاكل قلبية رغم انه توفى منذ ان التحقت بالجامعة.. شردت في كم الأماكن التى تركتها غصبا وقهرا بسبب ارتياد الدائنين عليها وفضحهم لكل مديونياتى.. شردت في "نسمة"تلك الفتاة الغنية الرقيقة التى قررت ان تحب المسرح من أجلى وان تعتصم من اجل قضية لا تعرف عنها شيئا فقط من أجلى.. شردت فى عدد المرات التى ذهبت إليها باكيا شاكيا من الظروف والحياة.. شردت فى عدد المرات التى ترقرقت فيها عيناها وهى تقرضنى اموالا لم ولن تستعيدها ابدا.. شردت فى ابى رحمه الله وحبه للفن والمسرح الذى اضطر والدتى للإنفصال عنه حتى مات وحده ليلا على قهوة التجارية التى اجلس عليها ليلا كل مساء وحيدا ايضا..
شردت حتى استيقظت من شرودى على الشاب الورور وهو يبلغنى بنفاذ اللافتات والمطبوعات الخاصة بمطالب الإعتصام لتوزيعها، نظرت إليه لعدة ثوان ثم قلت له "هات 200 جنيه لحد ما اسحب فلوس وساعة وهتكون الحاجات عندك" نظرت إلى الورقة ذات المائتى جنيه وأنا اعلم تماما اننى لن اصرف منها إلا خمسين فقط!
بدرو- عدد المساهمات : 297
تاريخ التسجيل : 08/11/2011
مواضيع مماثلة
» حكايات الغريب
» حكايات الغريب 2
» حكايات أربعة وزارء للداخلية مع مرسي وجماعة الإخوان
» 10 همسات للشباب في رمضان
» منتخب مصر للشباب يتأهل لنهائى أفريقيا بعد الفوز على نيجيريا بهدفين
» حكايات الغريب 2
» حكايات أربعة وزارء للداخلية مع مرسي وجماعة الإخوان
» 10 همسات للشباب في رمضان
» منتخب مصر للشباب يتأهل لنهائى أفريقيا بعد الفوز على نيجيريا بهدفين
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأربعاء 27 سبتمبر 2023, 12:11 am من طرف Admin
» من روائع السينما المصرية
الثلاثاء 02 فبراير 2021, 1:18 am من طرف Admin
» البث المباشر لجميع مباريات العالم
الإثنين 04 يناير 2021, 11:05 pm من طرف Admin
» وفاة المؤلف والسيناريست وحيد حامد
السبت 02 يناير 2021, 5:43 pm من طرف Admin
» امتحان الصف الرابع رياضيات
السبت 02 يناير 2021, 2:25 pm من طرف Admin
» بحث الماء للصف السادس
الخميس 16 أبريل 2020, 12:44 am من طرف Admin
» طريقة الدخول لتقديم البحث
الأحد 05 أبريل 2020, 10:08 pm من طرف Admin
» مسلسل La Casa de Papel الموسم الرابع
الجمعة 03 أبريل 2020, 5:22 pm من طرف Admin
» فيلم contagion
الثلاثاء 24 مارس 2020, 9:01 pm من طرف Admin
» الحلقة 10 العاشرة من الموسم الاول 1 من مسلسل في كل أسبوع يوم جمعة 2020 بطولة منة شلبي و آسر ياسين بجودة HD حلقة 10 اونلاين
الجمعة 13 مارس 2020, 4:38 pm من طرف Admin
» آخر تقرير عن الوضع حول فيروس (كوفيد-19) في إقليم شرق المتوسط
الخميس 12 مارس 2020, 1:08 am من طرف Admin
» كيف تحمي نفسك والآخرين من مرض كورونا ؟
الخميس 12 مارس 2020, 12:59 am من طرف Admin